متوفى

طه عبدالواسع البركاني

طه عبد الواسع البركاني

تاريخ الولادة : 1-7-1349

هو طه بن عبد الواسع بن محمد بن غالب بن عبد الله بن أحمد البركاني، ولد في تعز باليمن ونشأ بها، ماتت أُمّه وهو لا يزال طفلاً فتزوج والده من شقيقتها فَعَوَّضَته وإخوانه عن والدتهم.

تحميل ترجمة العالم

السيرة الذاتية

عاش طفولته في مُحيطٍ إيماني وبيئة علمية، ونشأ على حالةٍ حَسَنَةٍ، سالكاً سُنَن أسلافه من الصلاح والاستقامة، جاداً في طلب العلوم، مُتطلعاً إلى معالي الأمور، سائراً على طريقة الشُّيوخ الكرام وطبقة الأئمة الأعلام. شَرَعَ بالتَّعليم في سِنٍّ مُبَكِّرَةٍ وهو ما زال على حَداثَةِ ميلاده، حيث خَطا خُطواته الأولى في التَّعليم بدايةً في البيت على يد والده وبعض أفراد أسرته، فَلَمّا بلغ الخامسة من العمر تَمَّ إدخاله الكُتَّاب لينظم إلى الطلاب الذين يقوم بتدريسهم مُعَلِّم القرية الفقيه غالب بن محمد ثابت البَرَكاني. وعند بلوغه الثالثة عشرة من عمره بعد أن أتَمَّ بنجاح مراحل التَّعليم الأولي في قرية نجد العود تَوَجَّه برحاله إلى منطقة بَني بُكاري حيث تتلمذ على يَدِ جَدِّه العلامة عبد الرقيب بن عبد الله البَرَكاني، والعلامة الشيخ الحاج محمد بن حزام بن سعد الجَنَدي، والعلامة الشيخ محمد بن شمس الدين حسان، والشيخ عبد الغفار بن عبد الرحمن حسان. واستمر يبحث عن الإفادة في مراكز الرّيادة، راغباً من التَّحصيل بالزّيادة، وتابَعَ التَّحصيل في كُلّ المناطق التي أتيح له الوصول إليها والمكوث فيها ولاسيما التي كان يقيم فيها والده أثناء عمله الوظيفي في بعض المراكز التابعة لِلواء تَعِز، كما أخَذَ عن بعض علماء صنعاء منهم السيد زيد عَقَبات، والشيخ عبد الله زيد، والسيد أحمد محمد زَبارة، وغيرهم. ثم انتقل إلى مدينة زبيد وحينها كانت من أهم المراكز العلمية حيث تَتَلمَذَ على أجَلِّ العُلماء الذين كانت تَزخَرُ بهم مدينة زَبيد منهم: مُفتي زَبيد: محمد بن سليمان الأهدل، والسيد أحمد بن داود البَطّاح، والشيخ علي بن أحمد محمد السعولي، وغيرهم. انتقل الشيخ بعد ذلك إلى الديار المباركة وهو في منتصف العقد الثالث من عمره حوالي عام 1369هـ / 1950م في عهد حُكم مؤسِّس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، فحصل على الجنسية السعودية، واتَّخَذَ من مكة موطناً، وبنى له فيها مسكناً، وتَلَقّى عُلوم الشَّريعة عَبر حَلَقات دُروس المسجد الحَرام حيث لازَمَ العَديد من العلماء ومِمَّن أخَذَ عنهم من علماء الحَرَم المَكّي الشَّريف: العلامة الشيخ محمد العربي التَّبّاني، والشيخ علوي بن عباس المالكي، والشيخ حسن ابن الشيخ سعيد اليماني، والشيخ علي ابن الشيخ سعيد الخُليدي، والشيخ محمد بن نور بن سيف بن هِلال، والشيخ حسن المشاط، والشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، والشيخ محمد أمين كتبي، والشيخ عبد الحق الهاشمي، والشيخ محمد عبد الله الصومالي، والشيخ عبد الرحمن السعدي، والشيخ محمد بن مانع، والشيخ عبد الله بن حميد، وغيرهم. زار الشيخ طه عبد الواسع البَرَكاني العديد من البلدان العربية والإسلامية والأجنبية، وذلك لإلقاء المحاضرات الدينية، وإقامة النَّدوات العليمة، والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات العالميةالتي كانت تقام سنوياً في بريطانيا وألمانيا وهونج كونج وبنغلاديش، ويحضرها كبار العلماء من مختلف بلدان العالم. ومن البلدان التي زارها كذلك للدَّعوة والإرشاد: باكستان، والهند، وكشمير، وبلجيكا، وأمريكا، وألمانيا التي ألقى فيها عدداً من المُحاضرات، وقد مَنَّ الله عليه بصَلاة في المسجد الأقصى قبل احتلاله، ضمن جولاته الدَّعَوية التي كان يقوم بها بين دول العالَم، وقام بافتتاح كُلّيّة دار العلوم الإسلامية في بريطانيا في عَهد الملك خالد، وكانت سلطنة عُمان هي آخر دولة قام بزيارتها. بدأ حياته العَمَليّة كاتباً في صيدلية مستشفى أجياد من عام1370هـ / 1950م إلى عام 1372هـ / 1952م، ، ثم انتقل للعمل في التَّربية، وأوَّل عملٍ شغله في التَّربية والتَّعليم موظَّفاً رَسمياً تابعاً لإدارة التَّعليم بمَكَّة المُكَرَّمَة التي كان يُديرها الشيخ محمد بن مانع، وعُيِّن مُدَرِّساً في المدرسة المُحَمَّديّة في الجميزة بالمَعابِدة واستَمَرَّ بالتَّدريس حتى عام 1377هـ / 1957م. ثُمَّ انتقل إلى الرِّئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المُنكَر عند تأسيسها، وكان رئيسها آنذاك سماحة الشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ، واستمر بها حتى عام 1384هـ / 1964م. وفي 19 من شهر شوال سنة 1384هـ انتقل إلى الرئاسة العامة للإشراف الديني على المسجد الحرام، وعُيِّن مديراً لإدارة المُطَوِّفين وشئون المَصاحف، وأسند إليه رَقابة التَّدريس في الحَرَم الشَّريف. وإلى جانب عمله في الحَرَم الشَّريف كان يقوم بالإمامة والخِطابة في مسجد الأميرة حَصَّة بنت عبد العزيز المعروف بمسجد الحَجون، واستَمَرَّ في هذا العمل حتى عام 1415هـ، وفي أيّام الحَجّ كان يعمل إماماً لمسجد الخيف بمنى, وفي عام 1395هـ / 1975م عُيِّنَ مديراً لإدارة التفتيش، ثُمَّ مديراً لإدارة الوعظ والإرشاد ومراقبة التَّدريس. ولأنَّه لازَمَ المُجاورة في أكناف الحَرَم الشَّريف عُرِفَ بمدير المُدَرِّسين بالحرم، وكبير المُدَرِّسين بالمسجد الحرام، وإلى جانب هذه الأعمال التي تَوَلاها، كان يقوم بالتَّدريس في المسجد الحرام مُنذُ عام 1377هـ / 1957م بموجب إجازة من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وفي عام 1408هـ تَمَّ اختياره ضِمن المُدَرِّسين الرَّسميين الذين صَدَرَت الموافَقة السامية على تعيينهم في المسجد الحرام. فكان يُدَرِّس من المواد الدينية والشَّرعية بشكلٍ أساسي: التَّفسير، والحديث، والفقه، والتَّوحيد. واستمر مُلازماً للحَرَم الشَّريف، مُلتزماً في العمل بالتَّدريس حتى وافاه أجله. وكان الشيخ من الملازمين للصف الأول خلف الإمام، وأمّ في المسجد الحرام في غياب الإمام. وقد كان المأذون الشَّرعي لِحَيّ الحَجون بمَكَّة المُكَرَّمَة الذي كان يقيم فيه. وكان الشيخ إلى جانب المكانة العلمية التي بلغها ضارباً في الأدبِ والشِّعرِ بِسَهمه، آخذاً من البلاغةِ والبَيانِ بِحَظٍّ، فَنَجِدهُ يستسيغُ جميل الشِّعرِ ويتذوَّقه، ويستشهد به، ويقرضه في كثيرٍ من الأحيان متى شَدَّه موقف، أو تأثَّرَ بحادث. لم يخلف مؤلفات رغم اشتغاله في التَّعليم وممارسته للتدريس مدة طويلة، ذلك أنَّه كان شديد الحرص أن يُفَرِّغَ علومه ومعارفه في صدور طلابه من خلال تكثيف الدُّروس، لا تدوينها في بطون الطُّروس، لهذا لم يترك من المؤلَّفات إلا بعضًا مِمّا كان يلقيه من الخُطَب والمواعظ التي تَمَّ جَمعها وإيداعها في مؤلف له. وقبيل وفاته أوقف مكتبته الزّاخرة بِعَدَدٍ كبير من أُمَّهات الكُتب الدينية والفكرية والعلمية لصالح الطلاب الدّارسين بجامعة الإيمان بصنعاء اليمن، وهي إلى الآن قائمة باسمه. أصيب الشيخ بداء السُّكَّري في العام 1396هـ / 1976م هو أول الأمراض غير العارضة التي أصيب بها، وبعد قرابة عقد ونَيِّف من الزمن أضيف إلى السكري مرض القلب، فَنَهَكَ قُوَّته، وأضعف قُدرَتَه عن المقاومة وتَحَمُّل الآلام، فكان لا بُدَّ من تَدَخُّل الأطباء والخضوع للعلاج، وعلى الفور تَمَّ إسعافه إلى مستشفى النور التخصصي، فعجز الأطباء عن علاجه واستئصال الداء من جسده بالكلية، ثُمَّ غادر المستشفى واستمر ملازماً للحمية ومداوماً على استخدام الأدوية المقرّرة له، إلى أن سافر إلى الخارج مُتَوَجِّهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء الفحوصات المطلوبة والعملية الجراحية اللازمة، فأجريت له وتَكَلِّلَت بالنَّجاح إلا أنَّه لم يتعاف ويعد صحيحاً كما كان، فاستصحبه نجله الأكبر عبد الله طه، وشقيقه الأصغر عبدالله عبد الواسع وسافرا به على وجه السرعة إلى ألمانيا وأدخلوه المستشفى لزراعة الشرايين في الأقدام واستمر هناك قرابة الشهرين فاشتدت عليه وطأة الداء، فطلب الرُّجوع والعودة به إلى الديار المقدسة فَيَسَّر الله سرعة وصوله إلى الدّيار المقدسة وبعد عمرٍ عامرٍ بالعلم والفضل والصلاح قضى الشيخ نحبه وهو على متن طائرة الإخلاء الطّبي التي كانت تُقِلّه في رحلة العَودة العلاجيّة من ألمانيا أثنا عبور الطائرة المذكورة الأجواء التُّركيَّة، وكانت وفاته حوالي الساعة الرابعة من عصر يوم السبت 22 من شهر شوال 1425هـ / 4 نوفمبر 2004م، وصلّي عليه عقب صلاة الفجر ودفن في مقبرة المعلاة. مؤلفاته: 1- إيقاظ الضَّمير بخُطَب الوعظ والتَّذكير. في مُجَلَّدين يحتويان على400 خطبة تشتملُ في مَجموعها على مواضيع شَتّى في التَّوحيد والعبادات والمُعاملات الشَّرعية والأخلاق والآداب الإسلامية، وهي مجموعة الخُطَب التي ألقى مُعظمها بمسجد الحَجون بمَكَّة المُكَرَّمَة قام بجمعها الدكتور أحمد عبد العزيز قاسم الحدّاد، وتَمَّت طباعتها في حياة الشيخ. 2- له بعض المقالات في بعض الصحف والمجلات. مصادر الترجمة: تاريخ أمة في سير أئمة، لصالح بن حميد(3/1343) المدرسون في المسجد الحرام، لمنصور النقيب(2/116)، ترجمة للشيخ من موقع ملتقى أهل الحديث كتبها: سعد العتيبي.