أحمد حجازي

احمد حجازي طهطاوي

أحمد حجازي بن عبدالله طهطاوي. المدرس بالمسجد الحرام. 1303- 1381هـ.

تحميل ترجمة العالم

السيرة الذاتية

النشأة وبداية طلب العلم: هو الحافظ الفقيه أحمد حجازي بن عبدالله بن محمود بن أبي تليح عبدالعال طهطاوي، شيخ القراء بمكة المكرمة في العهد السعودي، ولد في مدينة طهطا من محافظة سوهاج بمصر في عام 1303هـ، وقد نشأ في أسرة محافظة وذات وجاهة ويسار، وقد توفي والده وهو صبي لم يتجاوز السادسة فنشأ يتيما في بيئة محافظة متمسكة، فنشأ نشأة صالحة. تلقى تعلميه الأولي في مدارس سوهاج فدرس فيها الابتدائية، ثم حفظ القرآن الكريم وشغل كل وقته بذلك وتخصص فيه فأتقن فن التجويد، وأخذ القراءات السبع ثم العشر، كما تلقى الفقه والعلوم الدينية بعد ذلك بالجامع الأزهر حتى تخرج فيه على أيدي مشايخ فضلاء من أهمهم الشيخ أحمد الدردير رحمه الله. قدومه للحج واستقراره بمكة وتدريسه بالمسجد الحرام: رحل إلى مكة المكرمة لأداء الحج، وكان قد نذر بأن يجاور بيته إذا شفي من مرض ألمّ به فشفي منه، فلما قدم مكة للحج أقام بها وجاور بيت الله، وكان عمره آنذاك ثمانية عشر عاما، فأقام في مكة وتزوج فيها، وصار مدرسا في الحرم المكي لما له من فضل وعلم كثير، فكان يعقد حلقته في المسجد الحرام عقب صلاة العصر والمغرب في حصوة باب أجياد، وكان يقرأ القرآن بصوت جميل، وكان جهوري الصوت حتى أنه يسمع من خارج المسجد الحرام، وقد حصل أن سمعه الوالي التركي مر وهو يرتل كلام الله فأعجب بقراءته المجودة، وترتيله الحسن، فرغب أن يدرس على يديه فكان له ذلك، وكثر الراغبون لتعلم التجويد والترتيل على يديه وكبرت حلقته، إلا أن الوالي قد عرض عليه الانتقال إلى مقر الجند بالطائف فأذعن لرغبة الوالي، وعينه الوالي إماما للجيش ومدرسا للقران الكريم بقشلة الطائف، فكانت الفرصة متاحة لكثير من أهل الطائف لتعلم القرآن وحفظه وتجويده، وفي عام 1331هـ عاد إلى مكة المكرمة فعقد حلقته بالمسجد الحرام. رحلته إلى شرق آسيا ثم عودته إلى مكة: بعد أن جلس في الحرم فترة من الزمن سافر الشيخ إلى بلاد شرق آسيا ليعلم أهلها القران الكريم، وقد وجد من سلاطين بلاد الملايو وسنغافورة وأهلها احتفالا وتعظيما وتكريما للقرآن الكريم ورغبة صادقة في حفظه وفهمه وتعلم العلوم الشرعية، فبقي هناك فترة من الزمن يعلم أهلها ويتنقل بين مدنها ويعلم كتاب الله حفظا وتجويدا. رجع رحمه الله إلى مكة المكرمة في عهد الحكومة الهاشمية، ولزم بيته يعلم الناس القرآن، وكان قد جعل بيته في جبل السبع بنات مدرسة لتحفيظ القرن الكريم لطلبة العلم من مختلف الأجناس الوافدة إلى الحج والعمرة فكان يقضي معظم ساعات النهار يعلمهم ويحفظهم ويفقههم، وكان يتزاحم عنده طلاب كثيرون من مكة المكرمة ومن القادمين لزيارة بيت الله الحرام. ثم عين في عهد حكم الشريف الحسين بن علي مديرا للمدرسة الرشدية بمدينة جدة للقسم الابتدائي، وكان من زملاء التدريس في ذلك الوقت الشيخ صدقة منصوري، والشيخ عبدالحميد عطيه، والشيخ مصطفى داغستاني وغيرهم، وقد تخرج على يديه طلاب كثيرون منهم الشيخ عمر ابن الأفندي محمد نصيف، والشيخ محمد نور، وكثير من أبناء وأعيان مدينة جدة، وقد بقي في إدارة المدرسة قرابة الست سنوات. وفي عام 1340هـ رجع إلى مكة المكرمة حين توفيت زوجته، ومكث بداره يعلم القرآن الكريم وكذلك في المسجد الحرام، وقد ألح عليه بعض الطلبة من بلاد الملايو وسنغافورة على أن يسافر إليها ليكمل ما بدأه قبل أعوام من تعليم لكتاب الله وتجويده، فسافر إليها عام 1342هـ ومكث في تلك الديار في شرق آسيا فترة من الزمن، وقد عاد إلى مكة المكرمة في العهد السعودي، وقد انتخب الشيخ أحمد حجازي الفقيه شيخا لطائفة الفقهاء وصدر الأمر السامي بذلك عام 1353هـ فبلغته المعارف النظام والتعليمات الخاصة بمشيخة القراء، وتابع الشيخ أحمد حجازي عمله في تعليم القرآن الكريم حتى تخرج على يده عدد كبير من طلبة العلم والقراء المجودين منهم: - الشيخ المقرىء زكي داغستاني. - والشيخ المقرىء عباس مقادمي. - والشيخ المقرىء جميل آشي. - والشيخ المقرىء محمد الكحيلي وغيرهم. كما تخرج على يديه طلبة العلم الفقهاء منهم: - الشيخ محمد نور أبو الخير نقيب المقرئين الأول وفقيههم. - والشيخ المقرىء عمر أربعين. - والشيخ سراج قاروت. - وكان من أكثر الناس ملازمة له وقربا إليه شيخه وصديقه الشيخ أحمد حامد التيجي. كان الشيخ قوي البنية، ربع القامة إلى الطول أقرب، عريض المنكبين، مرتفع الصدر، وكان وقورا مهيبا محسنا وساعيا إلى الخير، محبوبا من الناس لما يرون منه من لين جانب، وابتسامة لا تفارق وجهه، وكان هشا بشا مع الناس فأحبوه، وقد استمر الشيخ أحمد حجازي متوليا مشيخة القراء ورئاسة الفقهاء بمكة المكرمة نحو ثمان وعشرون سنة. وفاته: توفي رحمه الله في يوم الأربعاء الخامس من شهر رجب عام 1381هـ. مؤلفاته: ألف رحمه الله كتابا بعنوان: - "القول السديد في أحكام التجويد" طبع مكتبة النهضة الحديثة عام 1406هـ، وقد ترجم إلى اللغة الملايوية والبنغالية. مصادر ترجمته - المدرسون في المسجد الحرام من القرن الأول حتى العصر الحاضر لمصور بن محمد بن عبدالله النقيب. معهد صفوت الصفوة للعلوم التطبيقية، الطبعة الأولى 1433هـ. (1/ 210-212) - مكاوي: http://makkawi.com/Articles/Show.aspx?ID=120