تربى رحمه الله في كنف والده ودرس على يديه بعض العلوم الشرعية كالفقه والحديث والنحو وغير ذلك، وكان والده فاضلا عالما ملازما للملك عبدالعزيز رحمه الله، وهو من أبرز الشخصيات التي عرفت بالدعوة والإرشاد فربى ابنه على الآداب الحميدة والخصال الفاضلة والأخلاق الكريمة، كما غرس فيه حب العلم وأهله فحفظ القرآن الكريم وهو صغير، ثم التحق بمدرسة عبدالرحمن بن مفيريج في الرياض فتعلم القراءة والكتابة وتخرج منها.
عين والده إماما وخطيبا بالمسجد الحرام فانتقل معه إلى مكة المكرمة، وفي ذلك الوقت كان قد افتتح المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة فألحقه والده به فدرس على مشايخه وتلقى عنهم، وكان معروفا بالجد والاجتهاد والنبوغ المبكر، كما أنه رحمه الله قد تلقى العلم على يد العلماء الذين كانوا يدرسون في المسجد الحرام وكذلك الوافدون إلى مكة للحج أو العمرة، وفي نفس الوقت واصل دراسته على يد والده الشيخ عبدالله.
بعد أن تخرج من المعهد العلمي استأذن والده للسفر إلى الرياض للاستزادة من العلم فأذن له والده فسافر إليها، ودرس هناك على يد الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية سابقا وقد لازمه وقرأ عليه الكثير من الكتب واستفاد منه فائدة عظيمة، ثم عاد إلى مكة المكرمة إلا أن حبه للعلم الشرعي جعله يسافر إلى مصر لطلب العلم، فسافر هناك والتحق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر حتى حصل تخرج منها وحصل على شهاداتها العليا.
بعد أن عاد رحمه الله عين إماما وخطيبا للحرم المكي وذلك عام 1371ه، كما صدر مرسوم ملكي بتعيينه عضوا في رئاسة القضاء، وفي عام 1372ه عين نائبا لرئيس القضاة، ثم في العام الذي يليه -أي عام 1373ه- شغل منصب كيل وزارة المعارف، وذلك حين كان الملك فهد رحمه الله أول وزير لها، فكان خير معين له في تنظيم العمل وتحديثه، وإصلاح المناهج والأنظمة والدفع بعجلة التعليم في المملكة نحو الأمام، وبقي كذلك رحمه الله حتى عام 1381ه حيث أعيد تشكيل مجلس الوزراء فعين الشيخ وزيرا للمعارف.
تخلى الشيخ برغبة منه عن وزارة المعارف وبقي إماما وخطيبا للمسجد الحرام، كما كان إماما وخطيبا بمسجد نمرة بعرفات، وبقي كذلك حتى عام 1396ه إذ توفي الشيخ عمر بن حسن رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فصدر أمر ملكي بتعيينه رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقام بالمهمة خير قيام إلا أن صحته منعته من مواصلة عمله فاعتذر.
عرف عنه رحمه الله الحرص على تطبيق السنة، وإرشاد الناس بلين ولطف، وكراهة البدع، وقد سافر إلى بلدان كثيرة من بلدان العالم الإسلامي وزار عددا من الجمعيات، وألقى محاضرات عديدة كما أجرى الكثير من اللقاءات، وكان رحمه الله محبا للناس محبوبا منهم، كثير الغيرة على محارم الله، وكانت نفسه تنأى عن سفاسف الأمور فعاش كريم النفس حتى توفاه الله.
توفي رحمه الله في مدينة الرياض في يوم الخميس 28/6/1410هـ
ترك بعد موته تراثا علميا نافعا، فمن كتبه التي ألفها:
1/ جهود الملك عبدالعزيز في خدمة العقيدة والإسلام. من أبحاث المؤتمر العالمي عن تاريخ الملك عبدالعزيز والذي عقدته جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1406ه.
2/ خطب المسجد الحرام. دار مصر للطباعة.
3/ رسائل في الجهاد. بالاشتراك مع عبدالعزيز بن باز وصالح اللحيدان، من طباعة اللجنة الإعلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود.
4/ كتاب من أحاديث المنبر، الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون 1400ه.
5/ لمحات حول القضاء في المملكة العربية السعودية . دار الشبل 1411ه.
6/ لمحات عن التعليم وبداياته في المملكة العربية السعودية مكتبة العبيكان 1412ه.
مصادر ترجمته:
1/ أئمة الحرمين لعبدالله بن أحمد آل علاف الغامدي، دار الطرفين للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1436ه (418-422)
2/ أئمة المسجد الحرام ومؤذنوه في العهد السعودي لعبدالله بن سعيد الزهراني، الطبعة الرابعة 1426ه (34)
3/ تتمة الأعلام للزركلي، لمحمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الثانية 1422ه (1/301-302)
4/ علماء نجد خلال ثمانية قرون لعبدالله بن عبدالرحمن البسام، دار العاصمة، الطبعة الثانية 1419ه.(3/433-437)
5/ المبتدأ والخبر لعلماء في القرن الرابع عشر وبعض تلاميذهم، لإبراهيم بن محمد بن ناصر السيف، دار العاصمة، الطبعة الأولى 1426ه. (2/476-480)
6/ المسجد الحرام في قلب الملك عبدالعزيز للشريف عبدالله بن منسي العبدلي، الطبعة الأولى 1419ه. (195-199)
7/ وسام الكرم في تراجم أئمة وخطباء الحرم ليوسف بن محمد بن داخل الصبحي، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1426ه (253-254)
8/ بوابة الحرمين الشريفين
http://www.alharamain.gov.sa/index.cfm?do=cms.conarticle&contentid=5943&categoryid=1025
ترجمة خاصة لموقع علماء مكة الخيري أعدها إبراهيم محمد صديق