ولد في مدينة الرياض سنة 1332هـ ونشأ بها، كان والده نسابة ويحب البحث وكانت مجالس والده في حي دخنة ملتقى المسنين من آل الشيخ، فتربى رحمه الله في جو علمي، ورباه والده على الأخذ عن العلماء وتقديرهم، وحب العلم وأهله مما كان له الأثر البالغ في حياته، قرأ القرآن الكريم على يد الشيخ عبد الله ابن مفيريج، وبعد أن أتم حفظه أخذ يتلقى العلم عن علماء بلدته، وكان ملازما لحلق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بمسجد الشيخ بحي دخنة، كما أخذ عن الشيخ محمد بن عبد العزيز بن عياف آل مقرن، وفي عام 1353ه انتقل مع والده إلى مكة المكرمة فقرأ على علمائها وعلى من يفد إليها من العلماء من غير أهلها، فقد قرأ على الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ رئيس قضاة المنطقة الغربية، وعلى الشيخ عبد الله بن سليمان المسعري رئيس ديوان المظالم، والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد رئيس هيئة التمييز بنجد والمنطقة الشرقية، كما قرأ على الشيخ محمد بن عبدالعزيز مانع في الحديث والفقه،
وفي عام 1364ه افتح دار التوحيد بالطائف فالتحق به وقرأ على مشايخه ومنهم الشيخ محمد بهجت البيطار الدمشقي، قرأ عليه تفسير ابن كثير وكتبا أخرى، كما قرأ على الشيخ عبد الله الصالح الخليفي في الفقه والفرائض.
كان رحمه الله متعاونا مع دارة الملك عبدالعزيز -والتي تعنى بخدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية- وقدم فيها جهودا عظيمة، وكان يقوم بدراسة وتحقيق كل ما يحال إليه مما يتعلق باختصاصه، كما كان رحمه الله من أخلص المتعاونين في وزارة المعارف وأفادها كثيرا، كما كان من المؤرخين البارزين وقد وضع كتابه النافع: مشاهير علماء نجد.
عرف عن الشيخ حسن الأخلاق، والتسامح مع الناس، وعدم تتبع مالايعنيه إلا بقدر ما يستطيع به أن يقدم الخير للناس، وكان يتقبل من الناس أعذارهم ويتغاضى عن سيئاتهم ويجازي عن حسناتهم فأحبه الناس، كما كان ذا اطلاع واسع لاسيما في كتب السلف وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، يقول حمد الجاسر: (كان متواضعا هادئا كثير التسامح ...صبور لا يكترث بما يوجه إليه من إساءة وفوق ذلك كله كان واسع الاطلاع فيما يتعلق بتاريخ هذه البلاد حريصا على تسجيل ما يستطيع تسجيله من تراجم علمائها ذا معرفة بأنساب كثير من الأسر القديمة) وقال الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس: ( لقد عرفت الشيخ أول ماعرفته زميلا كريما في مدرسة دار التوحيد، وكان منذ ذلك الحين مرجعا ثبتا في تاريخ الجزيرة قديما وحديثا، وكان مرجعا لمعرفة رجالها وعلمائها وفرسانها وشعرائها) .
توفي رحمه الله في حادث سيارة بين مكة والطائف في الثامن عشر م شوال عام 1406ه وصلي عليه في اليوم التالي بعد صلاة العصر بالمسجد الحرام ودفن بمقبرة العدل.
ترك رحمه الله تآليف نافعة منها:
1/ دعوة الشيخ ومناصروها. القاهرة، مطبعة المدني 1946م.
2/ علماء الدعوة .
3/ نسب آل سعود.
4/ مشاهير علماء نجد ترجم فيه لعلماء نجد كما ترجم فيه لعلماء مكة والمدينة والمنطقة الغربية. دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الطبعة الثانية 1394ه.
5/ تحقيق كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد لعثمان بن عبدالله بن بشر. نشر دارة الملك عبدالعزيز 1402ه.
6/ تحقيق كتاب عقدالدرر فيما وقع في نجد من الحوادث في أواخر القرن الثالث عشر وأول القرن الرابع عشر لابن عيسى. نشر الأمانة العامة للإحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة السعودية 1419ه.
مصادر ترجمته:
1/ تتمة الأعلام للزركلي، لمحمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الثانية 1422ه ( 1/280)
2/ علماء نجد خلال ثمانية قرون لعبدالله بن عبدالرحمن البسام، دار العاصمة، الطبعة الثانية 1419ه. (3/83-87)
3/ المبتدأ والخبر لعلماء في القرن الرابع عشر وبعض تلاميذهم، لإبراهيم بن محمد بن ناصر السيف، دار العاصمة، الطبعة الأولى 1426ه ( 2/ 192-203)
4/ مشاهير علماء نجد وغيرهم لعبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ ،دار اليمامة، الطبعة الثانية 1394هـ. (521)
ترجمة خاصة لموقع علماء مكة الخيري أعدها إبراهيم محمد صديق