ولد رحمه الله في المدينة المنورة في محرم عام 1352ه، ووالده حين ذاك رئيس القضاة بالمنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، وقد كان ملازما للملك عبدالعزيز وقاضيا لقوافل الجهاد معه، كما كان قاضيا وإماما للمسجد الحرام وإماما للمسلمين في عرفات، فتربى الشيخ حسن على يد هذا الوالد الفاضل، وأخذ عنه الكثير من الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة، وحب العلم وأهله، وبذل الوقت والمال والجهد في سبيل تحصيل العلم، فنشأ على ذلك رحمه الله.
انتقل إلى مكة في صغره مع والده فنشأ في مكة في بيت والده، وقد كان مطلا على الحرم من الجهة الغربية في حي الداودية، وكان منزل والده مجلس علم يجتمع فيه طلبة العلم والعلماء والمفكرون والأدباء من شتى البلاد، فصار يعيش في ذاك الجو العلمي فأحب العلم منذ صغره، وقد حفظ القرآن الكريم على يد والده، كما أنه كان يلازمه حين يخلو بمكتبته الخاصة فكان يناوله الكتب، ويقرأ عليه الكثير من المراجع، وقد أنهى رحمه الله تعليمه الابتدائي في المدرسة الرحمانية بمكة المكرمة، ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي فأكمل فيه تعليمه المتوسط والثانوي، ثم التحق بكلية الشريعة بمكة المكرمة وتخرج منها عام 1374ه.
شغل رحمه الله عددا من المناصب، فبعد تخرجه عيّن عضوا في رئاسة القضاء، ثم أصبح نائبا لرئيس القضاة في المنطقة الغربية، ثم لما توحد القضاء بين المنطقة الغربية والشرقية وصارت تحت إدارة واحدة بإدارة الشيخ محمد بن إبراهيم عام 1379ه اختير الشيخ حسن نائبا له، فكان خير معين للشيخ وبقي في منصبه ذاك حتى عام 1381ه، وفي عام 1382ه عين وزيراً للمعارف بعد أخيه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن آل الشيخ، وعرف عن الشيخ في الوزارة حسن تصرفه وقراراته، فقد تقدم بالوزارة خطوات كبيرة، وكان دقيقا في إنجازه للأعمال حسب الوقت الموضوع له كما كان مراعيا لظروف المراجعين من خارج الرياض من مديري التعليم في المناطق البعيدة، فيحرص كل الحرص على إنجاز أعمالهم بأسرع وقت، يقول عبدالله البسام: (عرفت فيه الأخلاق الفاضلة والشمائل الكريمة والخصال الحميدة والتواضع لكل من يجتمع به... وكان واسع الصدر للجميع وكان يحنو على مراجعيبه ويؤدي عمله مع الموظفين) كما أنه في عهد توليه الوزارة توسعت المدارس وافتتحت كثير منها في المدن والأرياف والقرى، كما أنه رحمه الله كان يوصي بنشر المدارس الليلة حتى يتعلم الكبار وتنخفض نسبة الأمية في المملكة العربية السعودية، وكان مكتبه مفتوحا غالبا لكل من يرغب لقاءه، كما كان يؤمن بالبعثات إلى الخارج للاستزادة من العلم فكان يحرص كل الحرص على إيفاد البعثات إلى خارج المملكة وقد أسفر ذلك عن تخريج مئات من الكفاءات في مختلف المجالات والذين عادوا يخدمون دينهم ووطنهم، كما أنه اهتم بالجامعات اهتماما خاصا فقد أسس ستّ جامعات إضافة إلى جامعة الملك سعود، وحظيت هذه الجامعات السبع باهتمام بالغ منه، فأصبحت صروحا ثقافية تخرج مئات الطلاب كل عام مما ساهم في دفع عجلة التنمية في البلاد، كما تأسست تحت رئاسته عدد من المؤسسات الثقافية في المملكة منها دارة الملك عبدالعزيز التي تأسست عام 1392ه وكان هو رئيس مجلس إدارتها، والدارة أنشئت لخدمة تاريخ المملكة، وجغرافيتها، وآدابها، وآثارها الفكرية والعمرانية خاصة، والجزيرة وبلاد العرب والإسلام عامة، كما ساهم رحمه الله بإنشاء الندوة العالمية للشباب الإسلامي، والمجلة العربية التي كان مشرفا عاما لها وكان يخصها ببعض مقالاته.
كان رحمه الله صاحب قلم سيّال، وذا ملكة أدبية وفكرية وعلمية، وكان واسع الاطلاع، وكان له اهتمام خاص بشأن الثقافة في المملكة العربية السعودية خاصة والعالم العربي عامة، فقد سجل أحاديث إذاعية جميلة المحتوى حول السيرة النبوية، كما كان يكتب مقالات أسبوعية، وقد أثرى الصحف والمجلات بكتاباته تحت عنوان ( كفاحنا) كما كان ينشر في البلاد مقالات تحت عنوان (خواطر جريئة)، كما أسهم في دفع عجلة التأليف والنشر في المملكة من خلال دعمه لحركة التأليف عبر كل المؤسسات التي ترأسها، وكان رحمه الله أول مسؤول في هيئة المجمع لرعاية الآداب والفنون، وظل يسعى بهذه الهيئة حتى تأسست النوادي الأدبية، كما أنه ساعد في نشر كتب العديد من الكتّاب ممن خدموا دينهم ووطنهم عبر كتاباتهم، يقول حمد بن عبدالله القاضي: (ولن أستطيع أن أتطرق إلى كافة منجزاته في هذا الميدان لكن أقدم شذرات منها : احتفاؤه بالثقافة والأدب والإذاعة في المؤسسات والمدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية والمعاهد والمدارس بكافة أرجاء المملكة حيث كان معاليه مسؤولاً عنها بحكم كونه وزيراً للمعارف على مدى سنوات طويلة.. فقد أعطى – رحمه الله- الجانب الثقافي والأدبي اهتماماً كبيراً مما كان لـه أكبر الأثر على الطلاب وتوجيه بعضهم إلى الأدب والشعر والإنتاج العلمي ، ومنها عنايته بالمؤسسات الثقافية ومناشطها في وقت لم تكن هناك جهات متخصصة معنية بالأدب والفنون والعلوم ، وقد كان المجلس الأعلى للآداب والفنون تابعاً لمعاليه في وزارة المعارف )، ولم يكن الشيخ فقط في وزارة المعارف فقد عين وزيرا للصحة في منتصف عهد الملك فيصل، وفي مطلع عهد الملك خالد عيّن رحمه الله وزيرا للتعليم العالي وبقي فيه قرابة اثنتي عشرة سنة.
ومما يُذكر في سيرته ماذكره الشيخ يوسف بن محمد الصبحي بأنه قد ولّي إمامة المسجد الحرام بالنيابة عن والده في بعض الصلوات.
توفي رحمه الله إثر نوبة قلبية وهو على رأس العمل وذلك مساء السبت السابع عشر من جمادى الأولى عام 1407ه.
وقد ترك رحمه الله مؤلفات عديدة منها:
1/ التنظيم القضائي في المملكة العربية السعودية. صدر عام 1403 ه.
2/ خواطر جريئة .وهي مقالات وطنية واجتماعية كان ينشرها في جريدة البلاد ثم طبعت في كتاب بعد أن أضاف إليها خواطر أخرى. الطبعة الثانية 1403ه.
3/ خطوات على الطريق الطويل، تهامة 1412ه.
4/ دورنا في الكفاح. صدر عام 1383ه يشمل مجموعة مقالات نشرها في الصحف المحلية .
5/ كرامة الفرد في الإسلام. وهو كتيِّب يحوي هذه المحاضرة التي ألقاها رحمه الله في جامعة مندناو بالفلبين أثناء زيارة رسمية للفلبين في عام 1395ه.ـ
6/ المرأة كيف عاملها الإسلام وهو كتيب يحوي نص المحاضرة التي ألقاها رحمه الله –في النادي الأدبي بجدة بمناسبة افتتاحه في عام 1395هـ.
مصادر ترجمته:
1/ أئمة الحرمين لعبدالله بن أحمد آل علاف الغامدي، دار الطرفين للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1436ه (405-409)
2/ تتمة الأعلام للزركلي، لمحمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الثانية 1422ه (1/133-134)
3/ علماء نجد خلال ثمانية قرون لعبدالله بن عبدالرحمن البسام، دار العاصمة، الطبعة الثانية 1419ه.(2/40 -45)
4/ المبتدأ والخبر لعلماء في القرن الرابع عشر وبعض تلاميذهم، لإبراهيم بن محمد بن ناصر السيف، دار العاصمة، الطبعة الأولى 1426ه. (1/210-235)
5/ المستدرك على تتمة الأعلام للزركلي، لمحمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الثانية 1422ه. (2/153)
6/ وسام الكرم في تراجم أئمة وخطباء الحرم ليوسف بن محمد بن داخل الصبحي، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1426ه( 155)
7/ مقال ل عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف في جريدة الجزيرة الأثنين 26 ربيع الأول 1435 العدد15096
http://www.al-jazirah.com/2014/20140127/rj2.htm
8/ عبدالرحمن الشبيلي في الشرق الأوسط الأحد - 15 شعبان 1437 هـ
https://aawsat.com/home/article/646026/%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A2%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%8B%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84
9/ مجلة الدارة، السنة الأولى العدد الرابع حوار مع حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير التعليم العالي وموجود على هذا الرابط ملخصه ومتاح تحميل الحوار كاملا
http://www.darahjournal.org.sa/Details.php?mag_no=4&article_no=2
10/ جريدة الرياض السبت 7 جمادى الأولى 1438 هـ
http://www.alriyadh.com/1568288
11/ مقالة كتبها عضو مجلس الشورى السابق و أمين عام مجلس أمناء مؤسسة
الشيخ حمد الجاسر الثقافية حمد بن عبدالله القاضي في موقعه الرسمي بعنوان: الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ أديــبـــا.
http://www.halkadi.net/index.php?action=showMaqal&id=675
ترجمة خاصة لموقع علماء مكة الخيري أعدها إبراهيم محمد صديق