ولد رحمه الله تعالى في بلدة أحمد بور الشرقية في باكستان حالياً عام 1343هـ ، ونشأ فيها، وقد ولد في أسرة علمية معروفة بالفضل والصلاح، فأبوه أحد العلماء الأجلاء، وكذلك جده والذي قد أخذ عنه مبادئ العلوم الشرعية، وقرأ عليه بعض الكتب الفارسية،كما تعلم على يد جده الخط الفارسي، وقد أخذ رحمه الله العلم عن والده أيضا واستفاد منه فائدة عظيمة، فقد كان أحد العلماء البارزين، فدرس عليه النحو وأصول الحديث، وكان والده يأخذه معه في بعض رحلاته حتى لاينقطع عن العلم.
في عام 1367ه استقدم الملك عبدالعزبز والده الشيخ عبدالحق الهاشمي ليكون مدرسا بالمسجد الحرام فانتقل مع والده إليها، وقد قرأ رحمه الله وقت طلبه كتبا كثيرة مما كوّن شخصية علمية بارزة، فبعد أ، حفظ القرآن ومبادئ العلوم والمتون وأجاد الفارسية والأردية، أخذ يقرأ على المشايخ كتبا كبيرة، فقد قرأ في الحديث بلوغ المرام، ثم المشكاة، ثم سنن ابن ماجة، ثم سنن أبي داود، ثم سنن الترمذي، ثم سنن النسائي، ثم صحيح مسلم، ثم صحيح البخاري، كل ذلك كان على والده رحمه الله، ثم سرد عليه كثيرا من كتب الحديث والتفسير والفقه واللغة وغيرها، فكان لوالده الفضل الأكبر بعد الله في تحصيله العلمي، ولم يكتف الشيخ بالدراسة على والده فحسب بل درس على جملة من المشايخ الفضلاء منهم الشيخ واحد بخش رحمه الله، وهو من كبار علماء الفرائض في الهند، فدرس عليه علم الفرائض وأخذه عنه، وله مشايخ آخرون كثيرون من شتى البلاد الإسلامية، فقد كان رحمه الله حريصا على الاستفادة سواء كان من علماء مكة، أو من علماء الامصار الإسلامية حين كان يرحل إلى بعضها، ومن مشايخه غير ماذكرت: الشيخ إبراهيم السِّيالكوني، و الشيخ عبدالله الروبري، و الشيخ أبو تراب محمد عبدالتواب الملتاني وقد أجازه ، والشيخ ثناء الله الأمر تسري وقد أجازه، و الشيخ عبدالحق الملتاني وقد أجازه، وهؤلاء من الهند، أما من درس عليهم من علماء الحرمين فمنهم: القاضي أبوبكر بن أحمد بن حسين الحبشي، و الشيخ حسن مشاط المالكي، و الشيخ عبدالرحمن الافريقي، و الشيخ عبدالرحمن المعلمي وقد أجازه، والشيخ عمر بن حمدان المحرسي، والشيخ محمد عبدالرزاق حمزة وقد أجازه ، والشيخ محمد ياسين الفاداني، ومن علماء مصر ممن درس عليهم: الشيخ حسنين مخلوف، والشيخ محمد حامد فقي والمحدث أحمد بن محمد شاكر وقد أجازه، ومن علماء المغرب: الشيخ عبدالحي الكتاني، والشيخ محمد المنتصر الكتاني، وغيرهم كثير.
لم يقتصر الشيخ على الدراسة على العلماء في المساجد فقط، بل أكمل دراسته النظامية، فبعد أن انتهى من الثانوية رحل إلى منطقة أخرى ليدرس في جامعتها وحصل منها على شهادة البكالوريوس، ثم انتقل إلى (دلهي) وحصل على الماجستير من هناك، ثم رحل رحمه الله إلى مصر والتحق بالأزهر الشريف ليتخرج منها حاملا شهادة الدكتوراه.
رحل الشيخ رحمه الله رحلات عديدة، واستفاد من رحلاته فوائد كثيرة من أهمها: مقابلته العلماء والأخذ عنهم، كما نسخ الكثير من الكتب والمخطوطات، وطالع الكثير منها مما أثرى حياته العلمية، وقد طالع بعض الكتب الكبيرة حين كانت مخطوطة ولم تطبع منها كتابا ابن عبدالبر: التمهيد والاستذكار، وحين رحل الشيخ إلى مصر استضافه الشيخ المحدث أحمد بن محمد شاكر رحمه الله في بيته، كما استضافه محمد حامد الفقي رئيس جماعة السنة المحمدية، وحين رحل إلى المغرب استضافه الشيخ منتصر الكتاني، ومن البلاد التي رحل إليها اليمن، وتركيا، والمغرب العربي، وإيران، وألمانيا، وبريطانيا، وبلجيكا.
كان الشيخ ذا قلم سيال، وكان يقول الشعر ويجيده، ومن أبياته:
خلوت إلى نفسي لأسكب عبرتي فقد آب رشدي في الصيام لتوبتي
رثيت لحالي بعد شيبي وقد جرت عواصف آثام يُشعِّثن لمتي
وقد ضاع عمري لاهياً لا انتباهة ولا يقظة من بعد نوم وغفلتي
وكان رحمه الله يكتب في الصحف، منها صحيفة البلاد، فقد بدأ يكتب فيها من عام 1376ه حتى عام 1416ه، ومن مقالاته في البلاد أصدر بعض الكتب كالموزون والمخزون، ومن الصحف صحيفة المدينة، وكتب فيها عامين ثم انقطع إلى 1421ه، حيث عاد للكتابة فيها بسلسلته الموسومة بوقفات مع لغة القرآن، وكذلك عكاظ فقد كان يكتب فيها مقالات عديدة منها سلسلة مقالات بعنوان: طرائف رمضان كما كان يكتب في مجلة المنهل، ومجلة الرائد، وصحف ومجلات أخرى ، كما كان للشيخ محاضرات وندوات علمية وأدبية ومنها: محاضرة ألقيت في النادي الثقافي الأدبي بمكة بعنوان: الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة، ومحاضرة أخرى في نفس النادي بعنوان: الحديث والمحدثون، وأخرى بعنوان: النحاة واللغويون وهي آخر محاضرة ألقاها، ومن محاضراته: نظرة الجمال عند ابن حزم ونظرة القدماء في الأدب العربي، ومحاضرات أخرى، أما البرامج الإذاعية فمنها: شواهد القرآن عبر إذاعة المملكة العربية السعودية، وكذلك حديقة اللغة واهتم فيه بتصحيح الأخطاء الشائعة على ألسنة الناس، ومن برامجه: من سير الصحابة. اعتنى فيه بالترجمة لبعض الصحابة، ومنها: المغازي والسير، ورجال من الماضي، وأحاديث نبوية مختارة، كما ظهر في عدد من البرامج التلفزيونية منها: برنامج مادة الضحك في الأدب العربي .
كان رحمه الله ذا دين متين غرسه فيه أبواه، وكان زاهدا في متع الدنيا كتب في ذلك مقالات عديدة، وكان يعرف بقوة الذاكرة وسرعة الحفظ، كان يحضر إلى النادي الأدبي الثقافي بجدة وكانت له فيها لقاءات وكان من عادته حين يسأل أن يجيب ثم يبحث في بيته عن كل ما يتعلق بالمسألة ليأتي إلى السائل مرة أخرى ويجيبه بكل ذلك، كما كان ذا ذاكرة قوية، وجلد عظيم في البحث والتنقيب عن المعلومات، وكان محبا للمجالسات، والمذاكرات العلمية، كما كان محبا للمزاح ومتلطفا مع الناس.
شغل الشيخ أعمالا كثيرة من أجلّها تدريسه في المسجد الحرام، وقد تخرج على يديه طلاب كثيرون من سائر البلاد الإسلامية ممن يفدون إلى المسجد الحرام، وكان رحمه الله مدرسا بمدرسة ابتدائية في الهند، ثم مدرسا في كلية بالهند، كما عمل مصححا في جريدة البلاد السعودية، ومتعاونا في مصلحة الصدقات، ومفهرسا للكتب في مكتبة الحرم الشريف، وكذلك عمل مدرسا في المدرسة الفخرية بمكة المكرمة وكذلك دار الحديث، وكان مراجعا للنشرة اليومية التي كانت تصدر عن المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر بجدة، كما عمل رحمه الله مراقبا للمطبوعات بوزارة الإعلام بجدة، ومدققا بقسم البحوث والصحافة، ومراقبا لغويا ودينيا للبرامج الإذاعية بجدة، وكذلك مستشارا دينيا ولغويا بوزارة الإعلام حتى وفاته رحمه الله.
تعب رحمه الله آخر حياته وزاد عليه المرض، وفي صباح يوم السبت الواحد والعشرين من شهر صفر عام 1423ه طلب من خادمه مساعدته للوضوء، فتوضأ ثم عاد إلى فراشه وتوفاه الله على ذلك، وقد صلي فجر يوم الأحد ودفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة.
للشيخ مؤلفات عديدة منها:
1/ أدعية القرآن والصحيحين. طبع بحجم الجيب عام 1413ه.
2/ الأثر المقتفى لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، جدة، دار القبلة للثقافة والنشر 1404ه.
3/ أصحاب الصفة. جدة، دار القبلة للثقافة والنشر 1404ه.
4/ إعلام أهل الحاضر برجال من الماضي الغابر. جدة، دار القبلة للثقافة والنشر 1404ه.
5/ أوهام الكتاب. تعقب فيه أوهام عدد من المعاصرين، من منشورات النادي الأدبي الثقافي بجدة، الطبعة الأولى 1403ه.
6/ التحقيقات المعدة بحتمية ضم جيم جدة. وهو مؤلف بالاشتراك مع آخرين، طبع بمطابع دار الأصفهاني عام 1385ه.
7/ الحديث والمحدثون. طبع بمطبعة السحر عام 1409ه..
8/ ذهول العقول بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. جدة، دار القبلة للثقافة والنشر 1404ه.
9/ سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم. جدة، مطبعة تهامة 1404ه
10/ شواهد القرآن. من إصدارات النادي الأدبي الثقافي بجدة، طبع منه جزءان 1409ه.
11/ صفة الحجة النبوية. جدة، دار البيان 1404ه
12/ الغزوات الأربع: بني قريظة، بني النظير، خيبر، بني قينقاع.بيروت، دار الندوة 1405ه.
13/ فتكات الأسد في مقاعد القتال بأحد. جدة، دار القبلة للثقافة والنشر 1405ه.
14/ فضل أهل البيت وحقوقهم لشيخ الاسلام ابن تيمية، قدم له، وعلق عليه، وذيل عليه بأحاديث. جدة، دار القبلة للثقافة والنشر 1405ه.
15/ قوانين التصريف والعوامل النحوية. طبع بمطابع سحر سنة 1416ه.
16/ كبوات اليراع. طبع في دار البلاد للطباعة والنشر 1402ه.
17/ لجام الأقلام. طبع في تهامة 1402ه.
18/ ما لقي رسول البرايا صلى الله عليه وسلم من الأذايا والبلايا. جدة، دار القبلة للثقافة والنشر.
19/ الموزون والمخزون. دار تهامة 1402ه.
20/ وفود الاسلام. جدة، دار القبلة للثقافة والنشر 1404ه
مصادر ترجمته:
1/ ترجمة من كتاب هداية الأحباب بإجازة الشيخ أبي تراب لعبدالله الشمراني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2525/
2/ى جريدة الرياض. مقال لعبدالله الغذامي
الأربعاء 25 شوال 1438هـ
http://www.alriyadh.com/27757
3/ أبوتراب الظاهري سيبويه العصر لعلي سعد القحطاني وهو مقال في المجلة الثقافية العدد 34 1 رمضان 1424ه
http://www.al-jazirah.com/culture/27102003/therd4.htm
4/ أبوتراب الظاهري صفحات من حياته وتأملات في أدبه لعبدالكريم بن عبدالله عبدالكريم مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية 1429ه.
5/ شبكة الفصيح http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=58066
ترجمة خاصة لموقع علماء مكة الخيري أعدها إبراهيم محمد صديق