حصل السناري على الإجازة العالية من علماء مكة الذين صادقوا له بالتدريس في الحرم المكي، أسس الشيخ كتّابًا سنة1300ه في دار المراغنة لتحفيظ القرآن الكريم ودراسة اللغة العربية ومبادئ الفقه وعلم الحساب، وبعد فترة قصيرة توسعت أعمال الكتّاب وانتقل مقرّه إلى أحد بيوت الأشراف عند مدخل باب الباسطية، ثم إلى زاوية السمّان بباب الزيادة، وأخيرًا إلى أحد البيوت القريبة من باب الباسطة، وكان كتّابه يضم جملة من العرفاء والأساتذة الأكفاء الذين ساعدوا الشيخ في أداء رسالته العلمية، وقد اعتنى السناري بتعليم الطلبة وتحفيظهم القرآن الكريم مجودًا وتنشئتهم نشأة صالحة، وقد أدخل تحسينات على كتابه إذ قسمه إلى صفوف، وقرر تعليم الحساب وتحسين الخط بجانب حفظ القرآن وتجويده، فازداد الإقبال على كتّابه وذاع صيته.
ثم قام الشيخ محمد علي زينل باختيار الشيخ عبد الله حمدوه لتكوين مدرسة الفلاح بمكة سنة1330ه وتعيينه مديرًا لها، ونقل الطلاب إلى هذه المدرسة في الصفا.
ومن تلاميذ الشيخ عبد الله حمدوه: الشيخ إبراهيم سليمان النوري، والشيخ علوي عباس مالكي، والشيخ عمر عبد الجبار، والشيخ محمد سعيد العامودي، وغيرهم.
عيّن الشيخ إماما للمسجد الحرام، وعيّن عضوًا في مجلس الشورى أيام الدولة الهاشمية، وقد عيّنه الملك عبد العزيز عضوًا في أول مجلس للمعارف، وقد كان فيه صاحب مساهمة فاعلة في وضع لبنات الانطلاقة التعليمية التي شهدتها المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز، والشاهد على هذا أن عدد خريجي مدرسة الفلاح في مكة المكرمة يقدّر بنحو أربعة آلاف طالب، وعندما توفي حصل 1636 منهم على شهادة الثانوية.
وقد توفي الشيخ بمكة المكرمة سنة 1350ه، ودفن بالمعلاة.
مؤلفاته:
1- مفتاح التجديد للمتعلم المستفيد.
2- الترغيب والترهيب.
3- رسالة أسماها: إتحاف ذوي التكرمة في بيان عدم دخول الطاعون مكة المعظمة.
مصادر ترجمته:
سير وتراجم، لعمر عبد الجبار(ص164)، نظم الدرر، لعبد الله بن محمد غازي(ص41)، الجواهر الحسان، لزكريا بيلا(1/334)، الانطلاقة التعليمية في المملكة، لعبد الله بن عبد المجيد بغدادي(1/532)، المدرسون في المسجد الحرام، لمنصور النقيب(2/370) قرة العين في أسانيد شيوخي من الحرمين، لمحمد ياسين الفاداني(1/227)، أعلام المكيين، لعبد الله بن عبد الرحمن المعلمي(1/395)، تشنيف الأسماع، لمحمود سعيد أبو سليمان(ص329) الشموع المضيئة للتربية في المملكة العربية السعودية، لعمر حسين عطار(2/70)،