طلب العلم وهو صغير، فحفظ القرآن الكريم وجوّده، فصلّى بالناس التراويح مراراً بالمسجد الحرام، ثم قرأ على مشايخ المسجد الحرام، واجتهد في طلب العلم حتى برع في الفقه، واشتغل بالعلم على جماعة من فضلاء عصره، منهم: الشيخ أحمد أبو الخير مرداد، فقد لازمه وقرأ عليه عدة كتب في الفقه وأكثر تفقهه عليه وأخذ عنه علم الفرائض والمناسخات وأجازه بسائر مروياته، وأخذ عن الشيخ عبد القادر شمس الحنفي فقرأ عليه في حلقته في المسجد الحرام الفقه أيضاً وفي النحو ولازمه، ودرس على السيد بكري شطا الشافعي فقرأ عليه في الحديث والتفسير والتوحيد والنحو وغير ذلك من فنون العلوم، وحضر دروس الشيخ عبد الرحمن سراج (مفتي الأحناف) بمكة المكرمة في التفسير والتوحيد ودرّبه في الفتوى ولازمه ملازمة تامة، وغيرهم كذلك ممن أخذ عنهم.
تصدّر للتدريس في المسجد الحرام بعد تفرغه من طلب العلم، فعقد حلقة درسه في الحصوة التي أمام باب الزيادة، وتولى الإمامة والخطابة بالمسجد الحرام في المقام الحنفي، وكان من الملازمين لا الموظفين، وتولى أمانة الإفتاء برئاسة القضاة فكان مثال الأمانة فيما يصدره من الفتاوى لحل مشاكل المجتمع بين جميع الطبقات دون محاباة أو مجاملة، الدين رائده والحق دليله، طلق اللسان، وكان حاضر البديهية، قوي الذاكرة، محباً للبحث والمطالعة.
أخذ عنه عدد كثير من المشايخ والعلماء من أشهرهم: الشيخ عيسى رواس، والشيخ عرابي سجيني، والشيخ أحمد ناظرين، وكان يلقي دروسه عن يمين حلقة شيخه الشيخ درويش العجيمي، وغيرهم كثير من طلاب العلم الذين درسوا عليه في المسجد الحرام.
توفي في مكة المكرمة في شهر ذي الحجة سنة 1346 هـ الموافق عام1928 م، وصلي عليه في المسجد الحرام ودفن في مقبرة المعلاة.
مصادر الترجمة:
تاريخ أمة في سير أئمة، لصالح بن حميد(3/1227)، نشر النور والزهر، لعبد الله أبو الخير مرداد(194)، أعلام المكيين، لعبدالله المعلمي(2/669)، المدرسون في المسجد الحرام، لمنصور النقيب(1/534)، سير وتراجم، لعمر عبد الجبار(ص105)، وسام الكرم، ليوسف الصبحي(ص175)، أئمة الحرمين، لعبد الله علاف(ص33)، نظم الدرر، لعبد الله غازي(176)، فيض الملك المتعالي، لعبد الستار الدهلوي(1/544).