بقي الشيخ مع والده فترة من الزمن في كراتشي، وطلب العلم هنالك على علمائها، وقرأ القرآن الكريم وبعض الكتب الدينية، مثل تعليم الإسلام للمفتي: كفاية الله الدهلوي، كما قرأ على الشيخ نور الزمان الأركاني بعض الكتب، ثم رحل الشيخ مع والديه إلى دولة الإمارات، ونزل في دبي، وأكمل فيها مسيرته العلمية، فقرأ على الشيخ: محمد شفيع الأركاني، ثم هاجر مرة أخرى مع والديه إلى حضرموت، وكان معهم شيخه محمد شفيع، ولقي فيها بعض العلماء، ثم هاجر إلى عدن، وهناك قرأ على جملة من العلماء، ولازم الشيخ: حسين شريف الأركاني، وقرأ عليه كتبا كثيرة، ومن خلال معرفته لقي الشيخ كبار علماء اليمن، مثل: العلامة الشيخ: إسماعيل بن مهدي الغرباني، والشيخ: مهدي بن علي المزلم، والشيخ أحمد بن علي الكحلاني، كما حصل على إجازات علمائها، وبعض علماء باكستان والهند.
رحل رحمه الله بعد ذلك إلى مكة المكرمة واستقر بها، وطلب العلم من علمائها، وكان ممن لقي فيها: الشيخ محمد العربي التباني، والشيخ محمد يحيى أمان، والشيخ علوي بن عباس المالكي، والشيخ حسن سعيد يماني، والشيخ حسن المشاط، وغيرهم كثير، وقد استجازهم فأجازوه، وكان عدد الذين أجازوه إما بطريق القراءة، أو الإجازة الخاصة، أو الإجازة العامة لأهل عصره؛ قد وصلوا إلى المئتين، من أبرزهم: الشيخ إبراهيم الختني، والشيخ بدر عالم الميرتي، والشيخ المفتي مهدي حسن الشاهجانفوري، والشيخ محمد إبراهيم البلياوي الديوبندي، والشيخ رسول خان هزاروي، والشيخ فخر الدين أحمد المراد آبادي، والشيخ محمد ياسين الفاداني، والشيخ حسن المشاط، والشيخ محمد نور سيف، والشيخ أحمد عبدالدائم الحلبي، والشيخ أحمد بن محمد نصيف الرفاعي، والشيخ محمد أيوب بن محمد محمد يعقوب السهارنفوري، وغيرهم كثير ، كما لقي رحمه الله عددا كبيرا من العلماء وأخذ عنهم، ثم انتقل بأسرته إلى رابغ بالسعودية، وأمّ بأحد المساجد بها، ودرّس فيه، وزاره هناك كثير من العلماء وطلاب العلم، منهم شيخه الفاداني، وهو الذي حمل راية الإسناد بعد موت الفاداني، وأثنى العلماء عليه.
كان رحمه الله يعاني من عدة أمراض، منها: مرض السكري، وقد ساءت حالته في أيامه الأخيرة، فأدخل إلى مستشفى رابغ، ومكث فيه قرابة الأسبوعين ثم خرج، ثم أعيد مرة أخرى إلى مستشفى الملك فهد بجدة، وفيه توفي رحمه الله إثر هبوط حاد في قلبه، وذلك في الخامس عشر من رمضان عام 1418هـ ، وصلي عليه بالمسجد الحرام ودفن بالمعلاة.
ترك الشيخ رحمه الله مصنفات كثيرة، تنبئ بفضله وجلالته في العلم، وقد بلغت قرابة 119 مصنفا ذكرها يوسف المرعشلي في كتابه معجم المعاجم والمشيخات منها:
1/ الأربعون حديثا من: صحيح البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والمستدرك للحاكم، وشرح السنة للبغوي، ومسند الإمام أبي حنيفة، ومسند الإمام أحمد بن حنبل، ومسند الإمام الشافعي، وموطأ الإمام مالك، والسنن الكبرى للبيهقي، عن أربعين شيخا من شيوخي.
2/ الأربعون البلدانية، وهي عبارة عن أربعين حديثا، عن أربعين شيخا من شيوخي، من أربعين بلدا.
3/ إتحاف العباد، بإجازة الدكتور نبيل بن رشاد المكي.
4/ إتحاف ذوى الهمة والنشاط، بأسانيد شيخنا حسن المشاط.
5/ إتحاف البشر، بإجازة الشيخ عبد الله بن علي بصفر.
6/ إتحاف أهل الصدق والوفا، بإجازة خالد بن مصطفى.
7/ إتحاف أهل الهداية والسداد، بذكر بعض مالنا من الرواية والإسناد.
8/ إتحاف الأخيار، بأسانيد المسند عمر بن عبد الكريم العطار.
9/ إتحاف الأنام، بإجازة الشيخ محمد حزام.
10/ إتحاف الإخوان، بأسانيد السيد أحمد دحلان.
مصادر ترجمته:
1- من بعض أبنائه.
2- معجم المعاجم والمشيخات، والفهارس والبرامج والأثبات. ليوسف المرعشلي، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 1423ه (3/123-148).
3- نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر وبذيله عقد الجوهر في علماء الربع الأول من القرن الخامس عشر ليوسف المرعشلي، دار المعرفة، الطبعة الأولى 1427هـ . (1851-1852).
• ترجمة خاصة لوقف علماء مكة الخيري من إعداد/ إبراهيم محمد صديق.