وفي عام 1344ه انتقل إلى المدرسة الصولتية، فتلقى فيها العلوم الدينية، والعربية، وأخذ عن علمائها، وكانت الصولتية زاخرة بالعلماء، فأخذ عن: الشيخ حسن مشاط، والشيخ عبدالله نيازي البخاري، والشيخ عمر بن حمدان المحرسي، والشيخ محسن المساوي، والشيخ مختار بن عثمان السمرقندي البخاري، والشيخ هاشم بن عبدالله شطا، وأكمل دراسته حتى تخرج في القسم العالي التخصصي للعلوم الشرعية والدينية، بالمدرسة الصولتية عام 1353هـ، كما درس رحمه الله على أيدي علماء المسجد الحرام، من أمثال: الشيخ عمر بن أبي بكر باجنيد، والشيخ أبو بكر بن سالم البار، والشيخ محمد عبدالله بافيل، والشيخ محمد علي بن حسين المالكي، والشيخ سالم شفي، والشيخ محمد فطاني، والشيخ محمد سليم رحمت الله، والشيخ محمد زهدي الجاوي، والشيخ علي إلياس، والشيخ إسماعيل منشي، والشيخ أحمد دحلان، وغيرهم.
عين رحمه الله مدرساً في مدرسته التي تخرج فيها، وكان يدرس في القسم الثانوي والعالي منذ عام 1353ه ، كما أُجيز له عام 1354هـ بالتدريس في المسجد الحرام، فأصبح يدرس فيه الفقه وأصوله، والحديث، واللغة العربية، وقد قام رحمه الله بثلاث رحلات إلى إندونيسيا ثلاث مرات، نقل إليها ماحصل عليه من علم ومعرفة، ونقل منها علوما ومعارف أخرى، رغبة منه في الاستزادة ، وكانت نفسه تميل لتحقيق المشكلات، وحل المعضلات، وكان على صداقة متينة بالشيخ محمد ياسين الفاداني، ويعطف على طلبة العلم، ويحيطهم بعنايته وإكرامه، وكان حسن التقرير أثناء التدريس، ومع تعيينه للتدريس في المدرسة؛ عيّن عضواً في إدارة الحرم المكي الشريف التابعة لوزارة الحج والأوقاف عام 1378هـ، وذلك بعد فوزه في المسابقة العلمية التي أقامتها الوزارة، أمام الكعبة المشرفة بذلك العام .
أجازه إجازة عامة كل من: عبدالستار الدهلوي، وعبدالله غازي، وعبدالقادر شلبي، ومحمد عبدالحي المدني، وملا عبدالرحمن بخش الهندي، وعمر بن حسين الداغستاني، ومحمد ياسين الفاداني، ومحمد بن عوض التريمي، وغيرهم.
وقد كان رحمه الله شديد العناية بالأخذ عن العلماء والاستفادة منهم، وكان يتواصل نع العلماء القادمين إلى مكة ويتباحث معهم، ومن هذه المقابلات اجتمعت لديه مجموعة نادرة من مؤلفات العلماء، وإجازاتهم، وكان في مدرسته الصولتية لم يكتف بالتدريس فقط، بل أوجد أعمالا كثيرة تخدم الطلاب، وتؤهلهم، كالخطابة، والحفلات الخميسية، والتعاون الثقافي، وغير ذلك، كما فتح منزله لطلاب العلم لتلقي الدروس عليه، إضافة إلى دروسه في المدرسة الصولتية والمسجد الحرام، وحتى بعد تقاعده وظيفياً كان منزله مقصداً لطلاب العلم، وهي عادة علماء مكة المكرمة؛ ولم ينقطع عن التدريس في منزله بحي العزيزية بمكة المكرمة، والاطلاع، والتأليف طوال حياته حتى وافته المنية رحمه الله تعالى..
توفي الشيخ زكريا عبدالله بيلا عام 1413هـ في اليوم السابع من شهر جمادى الثانية، وصلي عليه بعد صلاة العشاء ودفن بالمعلاة.
له العديد من المؤلفات منها:
1- الجواهر الحسان، في تراجم الفضلاء والأعيان، من أساتذة وخلان. لزكريا بيلا. مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، دراسة وتحقيق: عبدالوهاب أبو سليمان، محمد بن إبراهيم. 1427ه.
2- إعلام ذوي الاحتشام باختصار إفادة الأنام بجواز القيام لأهل الفضل .
3- الأزهار الوردية في نظم التحفة السنية .
4- المختصر في حكم الإحرام من جدة.
5- أسنى التقريرات في نظم الورقات .
6- الدر المقبول نظم لب الأصول.
7- النزهة العلية في الأخلاق البهية .
8- تقيدات الفوائد على خلاصة القواعد .
9- القول الميسر في استقبال الحجر.
10- الأجوبة المكية على الأسئلة الأندونيسية.
11- آخر ساعة في حكم لبس المحرم للساعة.
12- آداب استماع القرآن الكريم من الآلة المعروفة بالراديو.
13- تاريخ الإسلام في الفلبين.
14- التعليق على كتاب الجوربين .
15- الجمع الواضح الأسنى بين مقالي مدة الحمل الأقصى والأدنى.
16- الحلل السندسية في الصلاة على خير البرية.
17- دروس التهذيب .
18- كشف اللثام في جواز القيام للقادم من أبناء الإسلام.
19- محرمات الإحرام، ورد قبول عذر الجاهل وهو بين العلماء الكرام.
20- مراجعة وتعليق رسالة سنة الجمعة القبلية .
21- المنهل المستطاب بشرح قواعد الإعراب.
مصادر ترجمته:
1/ أعلام المكيين لعبدالله بن عبدالرحمن المعلمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1421هـ. (318-319).
2/ تتمة الأعلام للزركلي، لمحمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الثانية 1422ه.(1/190-191).
3/ تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع. لمحمد سعيد بن محمد ممدوح، الطبعة الثانية، بيروت 1434ه. (426-431).
4/ تكملة معجم المؤلفين محمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الأولى 1418هـ. (194).
5/ الدور التربوي لحلقات العلم بالمسجد الحرام في عهد الملك عبدالعزيز. لحسن بن محمد شعيب، 1428ه (169)
6/ معجم المعاجم والمشيخات، والفهارس والبرامج والأثبات. ليوسف المرعشلي، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 1423ه (3/78-79).
7/ نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر وبذيله عقد الجوهر في علماء الربع الأول من القرن الخامس عشر ليوسف المرعشلي، دار المعرفة، الطبعة الأولى 1427هـ . (1820-1821).
• ترجمة خاصة لوقف علماء مكة الخيري من إعداد/ إبراهيم محمد صديق.