وفي أواخر سنة 1303هـ قدم مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ثم سافر إلى المدينة، ثم إلى الشام، وفي السنة التالية عاد إلى مكة المكرمة طالبًا للعلم فيها، فالتحق بالمدرسة الصولتية وأخذ عن علمائها، واعتنى بتحصيل علم القراءات ووجوه الإعراب، فبرع في ذلك كثيرًا،
وفي سنة 1307هـ تخرج من المدرسة الصولتية وأجازه العلَّامةُ: رحمة الله الهندي إجازةً خاصة في القرآن الكريم والقراءات، وأوصاه بالتعلُّمِ والتعليم مدةَ حياته فاشتغل بتدريس القرآن ومبادئ العلوم، ومع ذلك كان يحضر دروس أكابر علماء الحرم المكي كالشيخ عباس بن جعفر صديق، والشيخ محمد سعيد بابصيل، وغيرهم، وزار المدينة عدة مرات والتقى كذلك فيها بكبار علمائها، وكذا رحل إلى الطائف واستانبول وحصَّل واستفاد.
أصيب الشيخ سنة 1335هـ ومابعدها بوفاة ولديه، وأثقل كاهله الديون والمرض، فرحل إلى جدّة، ومنها إلى الهند فنزل في بيت "زينل" المشهور بالعلم والتجارة، فشفي وطلب منه العلماء الجلوس بالهند فجلس فيها مدة للتدريس، ثم طلب الإذن بالرجوع إلى مكة، وعندما وصل إليها جلس في داره وفي الحرم يعلم الطلاب ويدرسهم القرآن الكريم وغيره من العلوم الأخرى، ثم أسَّس مدرسةً في داره سماها "المدرسة الأحمدية " تخرج منها على يديه الكثير من الطلبة النجباء يصعب حصرهم.
عُيِّنَ إمامًا في مسجد الموارعة بمحلَّة "جرول" بمكة إذ كان يعلِّم فيه القرآن الكريم أيضًا والعلوم الشرعية مدة طويلة، ومن جملة مهامِّه التي تقلّدها إدارة المدرسة التي أنشأها عبدالحفيظ قارئ المسمّاة "دار تعليم العوني" وكانت تقع في مسجد "شمس" ببرحة ابن عباس رضي الله عنهما، في مدينة الطائف، كذلك كان مدرسًا أولًا في المكتب الابتدائي التابع للمدرسة الرشيدية في المعلاة، ثم مديرًا لها، وأقعده المرض في داره ابتداءً من سنة 1358هـ وكان مع ذلك يستقبل العلماء والطلاب رغم ضعف صحته، وكان كبار القرَّاءِ الوافدين يذهبون إليه يستجيزونه، ومما يُذكرهنا أن تلميذه الشيخ محمد ياسين الفاداني قد صنَّف في أسانيده العالية ومسلسلاته وترجمته مجلدًا كبيرًا سماه "الوصل الراقي في أسانيد شيخنا الشهاب أحمد المخللاتي".
وفي يوم الخميس ثاني أيام التشريق من ذي الحجة سنة 1362هـ توفي الشيخ، وصُلِّيَ عليه في الحرم المكي ودفن ليلة الجمعة بمقابر المعلاة.
مؤلفاته:
(1) منظومة أسماها: الجواهر النقية في القراءات المكية، وقد شرحها في شرحين، أحدهما
كبير اسمه: أ- "السراج المنير في شرح منظومتي لقراءة ابن كثير"، وشرح صغير اسمه: ب- "المقاصدالحميدية " .
(2) الجوهر المكنون في إعراب: "كن فيكون".
(3) الحبل المتين في سند كتاب رب العالمين، وكان مخطوطًا موجودًا في مكتبة الشيخ الفاداني.
(4) جزء في الحديث المسلسل بالأولية.
(5) سند قراءة حفص من طريق طيبة النشر.
هذا، ولم تذكر مصادر ترجمته شيئا عن كتبه هذه هل هي مطبوعة أم مخطوطة؟ ولم أقف على شيء منها في مكتبة الحــــرم المكي.
مصادر الترجمة :
الجواهر الحسان، لزكريا بيلا (1/231-232)، أهل الحجاز بعبقهم التاريخي، لحسن عبدالحي قزاز (ص345)، تشنيف الأسماع ، لمحمود بن سعيد أبو سليمان (ص:55-58)، أعلام المكيين، لعبدالله بن عبدالرحمن المعلمي (2-845-846)، نثر الجواهر والدرر، ليوسف المرعشلي (1/131-133)، إمتاع الفضلاء بتراجم القراء، لإلياس بن أحمد البرماوي (2-36-38)، دور علماء مكة المكرمة في خدمة السنة والسيرة النبوية، لرضا بن محمد السنوسي (ص:21)، الدليل المشير إلى فلك أسانيد الاتصال بالحبيب البشير، لأبي بكر بن أحمد الحبشي (43-47)، موسوعة أعلام القرن الرابع العشر والخامس العشر، لإبراهيم بن عبدالله الحازمي (2/294)، تاريخ التعليم في مكة المكرمة ورجالاته، لفاروق بنجر (2/44)، معجم المعاجم والمشيخات والفهارس والأثبات، ليوسف المرعشلي(2/457).