نشأته وبداية طلب العلم:
ولد سنة 1327هـ بمكة المكرمة، وقدكانت ولادته في بيت علم وفضل، فوالده العلامة والمحدث محمد بن إبراهيم كتبي من كبار علماء البلد الأمين، فتربى على يديه على الأخلاق الحميدة والخصال الجميلة، وغرس فيه حب العلم منذ صغره، ولوجوده في أسرة علمية تهتم بالعلم والعلماء أثر في شخصيته فيما بعد ليصبح أحد أبرز علماء مكة المكرمة.
مشايخه:
حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبداللطيف القاري، ثم التحق بالمدرسة الصولتية وكانت معروفة بضمها علماء فضلاء، فأخذ العلم عنهم ودرس عليهم، وكان معروفا بالنبوغ والحرص والجد والاجتهاد، وقد تخرج فيها عام 1337هـ، ومن مشايخه في الصولتية:
- الشيخ مشتاق أحمد الهندي.
- والشيخ محمود زهدي.
- والشيخ عبدالرحمن الدهان.
- والشيخ يحيى أمان.
كما أنه لم يقتصر على دراسته في الصولتية بل كان يحضر دروس علماء البلد الحرام في الحرم المكي، فينهل من معين علمهم ويتأدب بأدبهم ويسمع منهم ويقرأ عليهم، وقد قرأ التفسير والحديث والأصول على والده، وقرأ الفقه على الشيخ عمر حمدان المحرسي، والتوحيد على الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ، وقرأ عدة علوم على الشيخ عيسى رواس وبرع في العلم ونبغ فيه وتفقه وتأدب.
إمامته وتدريسه بالمسجد الحرام:
بعد أن أخذ الشيخ حظا وافرا من العلم أذن له بالتدريس عام 1340هـ فتصدر للتدريس بالمسجد الحرام في عهد الشريف الحسين، وعقدت حلقة درسه وتهافت عليه طلاب العلم ينتهلون من علومه ومعارفه، لما عرف عنه من سعة العلم وبسط العبارة وحب للطلاب، كما عين في ذات العام إماما في المقام الحنفي بالمسجد الحرام ، فكان يؤم المصلين في الأيام العادي، وفي شهر رمضان كان يؤم المصلين في صلاة التراويح، وكان ذلك في حصوة الرملة القريبة من باب العمرة، وفي عهد الملك عبدالعزيز عام 1343هـ عين إماما أساسيا لصلاة الظهر بعد أن توقفت مقامات المذاهب وصار الناس كلهم على إمام واحد.
أعماله:
- وفي عام 1346هـ عين عضوا بهيئة رئاسة القضاء الشرعي وفي نفس العام عين بترشيح من الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة.
- ثم في عام 1347هـ عين بمرسوم ملكي مدرسا بالمسجد الحرام ومراقبا للدروس.
- وفي عام 1349هـ عين عضوا بهيئة التمييز للأحكام الشرعية وكان مقرها بجوار المحكمة الشرعية بالقرب من باب زيادة، وكان من أعضائها الشيخ سليمان الحمدان والشيخ محمد علي سراج.
- وفي عام 1355هـ تم تشكيل مجلس المعارف في المملكة فاختير الشيخ عضوا فيه.
- وبعد ذلك بسنة أي عام 1356هـ عرض على فضيلة الشيخ محمد نور كتبي تولى القضاء في مدينة العلا فاعتذر عن ذلك وقبل اعتذاره، إلا أنه بعد سنة واحدة أي عام 1357 تم تعيينه رئيسا للمحاكم في المدينة المنورة فتولى القضاء فيها من هذا العام وحتى عام 1364هـ، وخلال هذه الفترة كان رئيسا لهيئة كبار العلماء والمدرسين بالمسجد النبوي الشريف حيث تعين في هذا المنصب منذ قدومه عام 1357هـ، كما عين في نفس العام رئيسا لكلية الشريعة في المدينة المنورة.
- وفي عام 1373هـ بعد تقاعده من القضاء انتخب عضوا في المجلس الإداري بالمدينة المنورة.
- ثم في عام 1377هـ صدر الأمر الملكي بتعيينه مستشارا شرعيا لإدارة الأوقاف في المدينة المنورة.
كان رحمه الله متوسط القامة، نحيل الجسم، عريض الجبهة، أسمر اللون، واسع العينين، كث اللحية، كما كان متواضعا جدا، وطيب القلب، يحب الصلح بين الناس، معينا لأصحاب الحوائج، ملازما للمسجد، ولا تفارقه الابتسامة، وكان سمحا هينا لينا مع الناس فأحبوه والتفوا حوله، فكان مكتبه يزدحم بالمراجعين من أصحاب الحوائج، وكان صريحاً يقول الحق لا يخشى فيه لومة لائم، يقول عبدالله الزاحم في قضاة المدينة المنورة: "كان يحب الصلح ويحث عليه وفارسا من فرسان العلم وعلما من أعلام القضاء طيب القلب دمث الأخلاق يساعد أرباب الحاجات وله مواقف قضائية لاتنسى"( )، كما كان زاهدا لا يلتفت إلى الدنيا، وقد كان يسكن بعيدا عن الحرم رغم أنه إمام المسجد الحرام ويحتاج أن ياتي إليه يوميا، ولما علم جلالة الملك عبد العزيز – يرحمه الله – وهو من أئمة المسجد الحرام أنه يسكن بعيداً عن المسجد الحرام قد صدر أمره السامي الكريم أول عام 1355هـ بمنحه العمارة العائدة لوزارة المالية بباب العمرة مقابل الزقاق الموصل إلى الداودية، وانتقل إليها الشيخ محمد نور كتبي .
وفاته:
توفي رحمه الله في الثاني والعشرين من شهر شوال عام 1402هـ بالمدينة ودفن ببقيع الغرقد.
مؤلفاته:
وله مؤلف بعنوان النخبة المعتبرة من مناسك الحج على المذاهب المشتهرة طبع بمصر بالمطبعة السلفيّة سنة 1346هـ
وقد ترك مكتبة عامرة تزخر بالكثير من المخطوطات والكتب النادرة أفنى عمره في جمعها وهي الآن موجودة باسمه في مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة.
مصادر ترجمته
1- وسام الكرم في تراجم أئمة وخطباء الحرم ليوسف بن محمد بن داخل الصبحي، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1426هـ (417-418)
2- رجال من مكة المكرمة، لزهير كتبي الطبعة الأولى 1415هـ (3/ 109- 123)
3- المسجد الحرام في قلب الملك عبدالعزيز للشريف عبدالله بن منسي العبدلي، الطبعة الأولى 1419هـ. (183-186)
4- أئمة الحرمين لعبدالله بن أحمد آل علاف الغامدي، دار الطرفين للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1436هـ (381-390)
5- تتمة الأعلام للزركلي، لمحمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الثانية 1422هـ. (2/ 231)
6- قضاة مكة المكرمة من القرن الأول الهجري حتى العصر الحاضر، لعبدالله بن عبدالرحمن المعلمي، 1431هـ. (2/ 176- 177)
7- قضاة المدينة المنورة من عام 963 إلى 1418ه، لعبدالله بن محمد زاحم، مكتبة العلوم والحكم (111-112)
8- تاريخ أمة في سير أئمة لصالح بن عبد الله بن محمد بن حميد، مركز تاريخ مكة المكرمة ، 1433هـ. (3/ 1238- 1239)
9- موقع صفحات مشرقة- الرياض- الجمعة 8 صفر 1437 هـ - 20 نوفمبر 2015م - العدد 17315
http://www.shinypages.net/home/cv/548
10- موقع حمد كتبي.. موسوعة العلم والقضاء
http://www.alriyadh.com/1102137
11- موقع النسابون العرب
http://www.alnssabon.com/t48661.html
12- موقع المعرفة
https://www.marefa.org/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%86%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%8A