نشأته وبداية طلب العلم:
ولد سنة 1284هـ( ) بالسودان في حلة رفاعة، ونشأ بها وطلب العلم فيها وهو صغير، فحفظ بعض القرآن الكريم وجوّده وأخذ مبادئ العلوم، ثم قدم مكة المكرمة وعمره عشرون سنة، فبدأ فيها بتلقي العلوم الشرعية بتوسع، فأخذ عن علمائها الأفاضل وقرأ عليهم، وقد كان حفظه للقرآن الكريم كاملا بمكة على يد الشيخين:
- إبراهيم سعد
- وأحمد حامد التيجي.
ثم عكف على طلب العلم في المسجد الحرام، ولما نال حظا وافرا من العلم على أيدي علماء مكة المكرمة.
التحاقه بالأهر ومشايخه فيه:
أراد أن يستزيد من العلم الشرعي فرحل رحمه الله إلى مصر، وهنا التحق الأزهر فأخذ عن علمائه، ومنهم:
- الشيخ محمد حسنين العدوي.
- والشيخ عبدالهادي مخلوف المالكي.
- والشيخ مهدي السنوسي.
- والشيخ عبدالرحمن الشربيني، فحضر لهم وقرأ عليهم وأجازوه، ثم عاد إلى مكة المكرمة ليكمل طلبه للعلم، ثم رحل إلى المدينة فسمع الحديث من:
- الشيخ علي بن ظاهر الوتري، كما سمع من:
- الشيخ فالح بن محمد الظاهري.
- والشيخ هاشم بن شيخ الحبشي وقد أجازه.
- والشيخ علي بن محمد الجفري.
- والشيخ محمد صالح جمل الليل المكي، وقد افتتح هناك محلا لتعليم القرآن الكريم ولبث فيه سنة.
عودته إلى مكة وأعماله:
عاد رحمه الله من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة وكان مهموما بحال التعليم في مكة فافتتح رحمه الله كتّابا في باب الزيادة في وقف السمان، وكان يعاونه في قراءة القرآن وحفظه مجموعة من الفضلاء، وكان الشيخ محور حركة نشاط الطلاب يوجه المعلمين ويرشدهم وينصح التلاميذ ويشفق عليهم، ولما امتلأ كتّابه الذي في باب الزيادة انتقل إلى باب الباسطية في إحدى بيوت الأشراف، وقد وسع كتّابه وأدخل فيه تحسينات عديدة كما يحكيه عمر عبدالجبار في "سير وتراجم" وهو أحد طلابه، فقسم الصفوف وأدخل تعليم الحساب وتحسين الخط فازداد الإقبال عليه وذاع صيته.
بعد فترة من عمله في كتّابه أراد الشيخ محمد علي زينل أن يتوسع في تأسيس مدرسة الفلاح وذلك بعد أن وفق فيها في جدة، فبدأ يفكر فيمن يمكن أن يعاونه في هذه المدرسة الجديدة فوقع اختياره على الشيخ عبدالله لما كان يتمتع به من ورع وتقوى فعرض عليه الفكرة ووافق الشيخ عبدالله، فنقل طلابه إلى الصفا وكانوا نواة مدرسة الفلاح الجديدة بمكة المكرمة والتي أنشأت عام 1330هـ، كما اختار للتدريس في هذه المدرسة العريقة أساتذة فضلاء عرفوا بالصلاح والتقوى، فكان منهم الشيخ محمد حامد والشيخ حسن سناري، ونجحت فكرة مدرسة الفلاح في مكة المكرمة واكتظت بالطلاب من كافة الطبقات، وبعد فترة من الوقت عين الشيخ عبدالله الحسني مديرا لها وذلك خلفا للشيخ طاهر دباغ وذلك من عام 1336هـ وبقي في إدارتها حتى توفي رحمه الله.
كان رحمه الله طويل القامة نحيف البنية أسمر اللون، يدير المدرسة ويدرس فيها بعض المواد مثل الفقه والنحو، كما كان واعظا طيب القلب، رفيقا بالناس، عرف بدماثة خلقه، وطيب قلبه، وسلامة عقيدته، وكان يعامل طلابه بحكمة وروية ويحثهم على أداء الصلوات ويتعامل معهم برفق ولين.
إمامته بالمسجد الحرام:
ولي رحمه الله إمامة المسجد الحرام في عهد الدولة السعودية، وكان في زمن الشريف حسين عضوا في مجلس الشورى إضافة إلى إدارته لمدرسة الفلاح.
وفاته:
توفي رحمه الله في السابع عشر من جمادى الثانية عام 1350هـ ودفن بالمعلاة.
مؤلفاته:
وله مؤلفات منها :
1- مفتاح التجويد
2- رسالة في التوحيد بالاشتراك مع الشيخ طاهر الدباغ
مصادر ترجمته
1- وسام الكرم في تراجم أئمة وخطباء الحرم ليوسف بن محمد بن داخل الصبحي، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1426هـ (206-206)
2- سير وتراجم لعمر عبدالجبار، دار تهامة، الطبعة الثالثة 1403هـ (164-166)
3- الدليل المشير الى فلك اسانيد الاتصال بالحبيب البشير صلى الله عليه وسلم لأبي بكر أحمد بن حسين الحبشي (194-196)
4- الجواهر الحسان، في تراجم الفضلاء والأعيان، من أساتذة وخلان. لزكريا بيلا. مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، دراسة وتحقيق: عبدالوهاب أبو سليمان، محمد بن إبراهيم. 1427هـ. (1/ 334- 336) ترجمة رقم 66
5- أعلام المكيين لعبدالله بن عبدالرحمن المعلمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1421هـ. (395-396)
6- تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع. لمحمد سعيد بن محمد ممدوح، الطبعة الثانية، بيروت 1434هـ. (1/ 630- 632)
7- تاريخ أمة في سير أئمة لصالح بن عبد الله بن محمد بن حميد، مركز تاريخ مكة المكرمة ، 1433هـ. (3/ 1146- 1147)