نشأته وبداية طلب العلم ومشايخه:
ولد رحمه الله عام 1341هـ بمنطقة ليلى بمحافظة الأفلاج، نشأ وترعرع بها، وقد نشأ على حب العلم وأهله، فالتحق بالكتّاب وهو في السابعة من عمره لحفظ القرآن الكريم، فقرأه وحفظ أجزاء منه، ثم انتقل إلى الرياض وهناك تتلمذ على علماء أجلاء وقرأ عليهم وأخذ عنهم، فأخذ عن:
- الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم.
- وعن سماحة مفتي الديار السعودية - آنذاك - الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وذلك بحلقات مسجده بدخنه.
انتقل بعد ذلك رحمه الله إلى مكة المكرمة فأخذ عن علمائها كذلك ومنهم:
- الشيخ الشيخ عبدالله بن حسن.
- والشيخ محمد بن مانع، وهو الذي أشار عليه بالالتحاق بدار التوحيد بالطائف لما رأى من حرص ونبوغ في طلب العلم، ومن جد واجتهاد في تحصيله، فاستجاب الشيخ سعد إلى نصيحته والتحق بدار التوحيد بالطائف، ويعتبر الشيخ سعيد من خيرة طلاب دار التوحيد، وقد أخذ فيه عن كبار العلماء، وكان دار التوحيد معروفا بالجدية في العلم، وبضمّه لخيرة العلماء من المملكة العربية السعودية ومن الأزهر الشريف، فأخذ العلم عنهم، وجد واجتهد في تحصيله، فحصل له على أيدي هذه النخبة المباركة علم كثير، مع ما أخذه عنهم من أدب الطلب والأخلاق الحميدة، ثم انتقل رحمه الله إلى كلية الشريعة بمكة المكرمة فدرس فيها.
عرف الشيخ رحمه الله بالاستقامة، وحب الخير، وتتبع الدليل وعدم الحيدة عن الكتاب والسنة، كما عرف بدماثة الخلق، والتواضع الجم، فأحبه من حوله، وكان نشيطا مبادرا يسعى إلى تحقيق أهدافه ولا يترك فرصة تتاح له إلا ويبادر إلى اقتناصها رغبة منه في زيادة حصيلته العلمية والمهارية حتى يخدم الإسلام والمسلمين، يقول عبدالعزيز الخريف: " ولقد سعدت بمعرفته عن قُرب قبل انتقاله إلى كلية الشريعة بمكة المكرمة في آخر المرحلة الدراسية بالدار، وأنا بالصف الأول عام 1371هـ، وكنا نلتقي به في بعض الأمسيات الحبيبة إلى قلوبنا في منزل زميلنا الراحل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله السحمان الواقع في حي الشرقية بمدينة الطائف، فهو خال لأبناء الشيخ عبدالعزيز، فنستفيد من بعض توجيهاته القيمة، حيث يحثنا على حفظ الوقت واستثماره في استذكار الدروس وحفظ المتون والنصوص الأدبية وجيد الشعر لإثراء الحصيلة العلمية واللغة العربية، قائلاً: من حفظ حجة على من لم يحفظ - تغمدهم الله بواسع رحمته - فنحن نغبطه حينما يعلو منصة النادي وهو يلقي الكلمات الجزلة الهادفة بكل طلاقة وشجاعة في ليالي الجمع برئاسة عبدالعزيز بن عبدالمنعم بالتناوب مع بعض الطلبة لوجود التنافس والرغبة في التفوق الخطابي، فمنبر نادي دار التوحيد مدرسة للخطباء والشعراء، فكم توالى على اعتلائه من أفواج أصبحوا أعلاماً في الخطابة والارتجال في المحافل الكبيرة، فالتدريب للشباب في كل جانب من جانب الحياة مطلب مُلح."
إمامة وخطابة المسجد الحرام:
كان رحمه الله بجانب دراسته إماما وخطيبا بمسجد الهادي بالطائف، وكان يملك صوتا جميلا، كما كان يملك ناصية الكلمة فيطوعها في دعوة الناس ووعظهم الموعظة الحسنة، فكان له أثر كبير في نفوس أهل المسجد ومن حوله، وبعد أن تخرج الشيخ من كلية الشريعة بمكة المكرمة عين إماما وخطيبا بالمسجد الحرام عام 1376هـ.
أعماله:
كما أنه فور تخرجه عين رحمه الله مديرا للمعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة، ثم مساعداً لمدير التعليم بمكة، وانتقل بعد ذلك إلى وزارة المعارف حيث أصبح مساعدا للمدير العام للتعليم، ثم عين نائبا لرئيس هيئة التأديب وبقي فيه حتى عام 1403هـ، ثم صار وكيلا لرئيس ديوان المظالم، وفي عام 1406هـ تقاعد رحمه الله من عمله وأصبح مستشارا بوزارة الحج والأوقاف، ثم أشرف على إنتاج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، كما كان رحمه الله عضوًا في اللجنة العليا للتوعية الإسلامية، واللجنة العليا لرسم السياسة الإعلامية، وعضوًا في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وله مشاركات عديدة في المؤتمرات المحلية والدولية، وبعد الرحلة الطويلة في عدد من المناصب اعتزل الحياة العملية ليبقى في بيته ملازما لكتاب الله، وكان دائم الجلوس في المسجد.
وفاته:
توفي يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر ربيع الأول عام 1429هـ.
مؤلفاته:
ترك رحمه الله عددا من المؤلفات النافعة منها:
1- الدر النضيد على كتاب التوحيد، مكتبة الرياض الحديثة، 1974م.
2- دفاع عن الإسلام.
3- إليكم شباب الأمة، مكتبة تهامة للنشر، 1403هـ.
4- الجنس الناعم في ظلال الإسلام، مكتبة تهامة للنشر، 1402هـ.
5- توحيد وتهذيب، وزارة المعارف السعودية 1966م.
6- الإسلام في معترك الفكر، مكتبة تهامة للنشر، 1404هـ.
7- من مكة إلى المدينة، مجلة الحج : مجلة اسلامية شهرية .- س 50 ، ع7 ( محرم 1416 ، يونيو 1995 ) .- ص 12 – 15.
مصادر ترجمته
1- تاريخ أمة في سير أئمة لصالح بن عبد الله بن محمد بن حميد، مركز تاريخ مكة المكرمة ، 1433هـ. (3/ 1263- 1267)
2- وسام الكرم في تراجم أئمة وخطباء الحرم ليوسف بن محمد بن داخل الصبحي، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1426هـ (187-188)
3- موسوعة تاريخ التعليم في المملكة (4/ 186- 187)
4- عناية العلماء بكتاب التوحيد لعبد الإله بن عثمان الشايع، دار طيبة 1422هـ. تعريف بسيط به ص 78
5- موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين من منشورات نادي المدينة الأدبي الطبعة الثانية 1420هـ (1/ 208- 209)
6- موقع صحيفة الجزيرة مقال للكاتب عبدالعزيز الخريف- الأحد 07 ربيع الثاني 1429 العدد 12981
http://www.al-jazirah.com/2008/20080413/rj6.htm
7- موقع شبكة الألوكة
http://www.alukah.net/culture/0/2848/
8- موقع أحباب طيبة
http://ahbab-taiba.com/vb/archive/index.php/t-43200.html