نشأته وبداية طلب العلم:
ولد رحمه الله عام 1309هـ بمكة المكرمة ونشأ بها في أسرة كريمة عرفت بالصلاح والتقوى، فأبوه وجده إمامان للمقام الشافعي في الحرم المكي، فرباه أبوه أحسن تربية، وغرس فيه حب الخير وبذله للناس، وحب العلم وأهله، ولذلك حفظ القرآن على يد والده صغيرا، وأكمل حفظه مع حفظ مجموعة من المتون العلمية الشيخ محمد بن عبدالله بافيل، وكان يدرس في الحرم المكي في باب العتيق فحفظ عليه المسائل الأربع وعمره لم يتجاوز التاسعة.
مشايخه:
كما درس رحمه الله التفسير والحديث والفقه وغيرها على يد ثلة من كبار علماء مكة المكرمة:
- فمنهم الشيخ محمد سعيد بابصيل.
- والشيخ عمر باجنيد.
- والشيخ جمال الأمير المالكي.
- والشيخ علي أبو الخيور.
- والشيخ حسين بن محمد الحبشي، واجتهد في تحصيل العلم وطلبه فحصل له علم كثير.
رحلاته العلمية:
بعد أن أخذ رحمه الله من علماء مكة المكرمة رحل عدة رحلات طلب فيها العلم من علماء المناطق التي زارها، فقد رحل عام 1321هـ مع والده إلى جاوا، ثم في عام 1324هـ رحل بمفرده إلى قدح و سنغافورة و فلمبان، ثم في عام 1328هـ سافر مرة أخرى ومكث عامين في هذ السفر يطلب العلم وينشره، ويدعو إلى الله تعالى، ثم في عام 1330هـ سافر إلى ميدان و فلمبان و جاكرتا و ولاية قدح، وفي عام 1343هـ رحل إلى عدن والهند وبقي هناك سنتين، وانتقل منها إلى اندونيسيا وتيمور.
إمامة المسجد الحرام:
بعد عودته من أسفاره وتحصيله للعلم الغزير ندبه الأمير فيصل بن الحسين الهاشمي واختير إماما خاصا له بعد أن عينته مشيخة الحرم المكي، فرافقه في حملاته العسكرية بعد أن دعاه السيد أحمد بن علوي السقاف الذي كان رئيسا لديوان الملك، وطلب منه التوجه إلى الشمال لمباشرة الإمامة للشريف فيصل فتوجه إليه، وبقي الشيخ حسن بعد ذلك مع الشريف فيصل طيلة حكمه للشام حتى سقطت الحكومة على أيدي الفرنسيين ثم عاد إلى مكة المكرمة.
حين عاد إلى مكة المكرمة عين رحمه الله إماما للمقام الشافعي كما كان أبوه وجده،
وقد فتح بيته للمجالس الأدبية والدروس العلمية وكان يحضر مجالسه ثلة من المثقفين والأدباء.
كان رحمه الله قوي الذاكرة، كثير الاهتمام بالكتب ومطالعتها واقتنائها، خاصة كتب العلويين، كما كان رحمه الله ذا خلق حميد، وصفات كريمة، فأحبه الناس، يقول الشيخ زكريا بيلا: "اجتمعت به ورأيته صاحب لطف أنيسا بشوشا متواضعا قويا في الدين عاملا بعلمه" وقال علي العطاس في تاج الأعراس: "كان صاحب الترجمة قوي الحافظة، ميالا بطبعه إلى طريقة أسلافه العلويين والحضرميين عملا وسيرة كما أنه كان كثير الحرص على اقتناء مؤلفاتهم وملازمة القراءة فيها"( ) وكثيرا ما كان يجلس إليه العلماء والشباب وطلاب العلم في بيته، فينتفعون بعلمه، ويستمعون إلى نصائحه، وهو يستقبلهم ببشاشة ورحابة صدر، وبأخلاق عالية كما عهد عنه رحمه الله.
وفاته:
في آخر حياته اعتزل الناس بعد أن تعب من مرضه، ولكن إقبال الناس على بيته لم ينقطع، وظل كذلك حتى توفي رحمه الله ليلة الثلاثاء الثالث من شهر رمضان عام 1400هـ( ) ودفن ليلة الأربعاء بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة.
مؤلفاته:
له رحمه الله عدة مؤلفات منها:
1- الفوائد الحسان
2- أيام في الشرق الأقصى، بيروت 1383هـ والكتاب عبارة عن رحلة قام بها إلى الشرق الأقصى.
3- نفثات من أقلام الشباب السعودي، (مشترك) مكة المكرمة، شركة مكة للطباعة والنشر.
4- عشرون ليلة وليلة في ألمانيا الغربية.
مصادر ترجمته
1- أهل الحجاز بعبقهم التاريخي لحسن عبدالحي قزاز. طبعت بمطابع مؤسسة المدينة للصحافة (دار العلم) بجدة، الطبعة الأولى 1415هـ. (311-312)
2- وسام الكرم في تراجم أئمة وخطباء الحرم ليوسف بن محمد بن داخل الصبحي، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1426هـ (159-160)
3- تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع. لمحمد سعيد بن محمد ممدوح، الطبعة الثانية، بيروت 1434هـ. (1/ 328- 330)
4- تتمة الأعلام للزركلي، لمحمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الثانية 1422هـ. (1/ 137)
5- الجواهر الحسان، في تراجم الفضلاء والأعيان، من أساتذة وخلان. لزكريا بيلا. مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، دراسة وتحقيق: عبدالوهاب أبو سليمان، محمد بن إبراهيم. 1427هـ. (2/ 640) ترجمة رقم 277
6- موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين منشورات نادي المدينة المنورة الأدبي الطبعة الثانية 1420هـ (3/ 258- 259)
7- تاريخ أمة في سير أئمة لصالح بن عبد الله بن محمد بن حميد، مركز تاريخ مكة المكرمة ، 1433هـ. (3/ 1237- 1238)