نشأته وبداية طلب العلم:
نشأ بمكة المكرمة وتلقى فيها مبادئ العلوم الشرعية، بدأ منذ الصغر الدراسة على والده، فأخذ عنه مبادئ العلوم الشرعية، ثم التحق بالمدرسة الصولتية عام 1321هـ، فطلب فيها العلوم الشرعية وأخذ عن علمائها.
مشايخه:
وكانت الصولتية زاخرة بالعلماء والأساتذة المشهود لهم بالفضل والخير، وفي مقدمة من أخذ عنهم في الصولتية:
- والده الشيخ عبدالله وكان أستاذا لعلوم القرآن في المدرسة، كما أخذ رحمه الله عن ثلّة من علماء الحرم والقادمين إليه ممن عرف بالعلم والفضل.
- ومنهم الشيخ عبدالرحمن دهان.
- والشيخ مفتي عبداللطيف.
- والشيخ أحمد ناضرين.
- والشيخ مولوي أكبر.
- والشيخ عيسى رواس.
- والشيخ مشتاق أحمد الكافوري.
- والشيخ مولوي أصغر.
- والشيخ القارئ عبداللطيف.
- والشيخ عبدالله بن محمد غازي.
- والأستاذ محمد مرزوق الكتبي، وغيرهم من مشايخ الصولتية وعلماء المسجد الحرام.
عرف رحمه الله بالجد والاجتهاد، وكان حريصا على العلم وتلقيه وجمعه، كما كان متفوقا في دراسته رغم أنه كان يدرس دون شهادة، فلم تكن المدرسة الصولتية تمنح شهادات في ذلك الوقت، يقول المترجم له: "لم يكن بالمدرسة الصولتية في وقتنا نظام خاص للشهادات المدرسية مثل ما عليه الحال في مدارس هذا العصر"( )، وقد تلقى رحمه الله كثيرا من شهادات التقدير، كما حصل على شهادات علمية، وإجازات من أساتذته.
تدريسه بالمسجد الحرام:
وفي عام 1332هـ أجازته مدرسة الحرم المكي الشريف في عهد الحكومة التركية بالتدريس في المسجد الحرام، كما أن الشيخ تلقى شهادات أخرى عديدة يقول عنها المترجم له: " كما أن لدي شهادة من رئيس العلماء بمكة بتاريخ 22 جمادى الأولى 1335هـ موظفا بالحرم المكي الشريف، وشهادة أخرى بالتدريس في المسجد الحرام عام 1334هـ ملازما بالحرم، وموقعتان بختم أمير مكة الشريف حسين بن علي" .
أعماله:
بعد أن أخذ رحمه الله العلم عن أهله، بدأ في التدريس بالمدرسة الصولتية من عام 1331هـ، كما بدأ التدريس في المسجد الحرام من عام 1334هـ، ثم تعين أستاذا بالمدرسة الراقية في عهد الشريف الحسين الهاشمي في عام 1337هـ، وفي عام 1339 تعين قاضيا لينبع وبقي في هذا المنصب حتى عام 1343هـ، حيث أنه في هذا العام ذهب إلى جاوى والهند وسنغافورة ودرّس هناك بمدرسة السقاف، ثم توجه إلى بورنيو حيث عين مديرا للمدرسة الإسلامية هناك، ثم في عام 1345هـ أسس المدرسة الإسلامية ببنخرماسين، وفي عام 1358هـ عاد إلى وطنه الأول مكة المكرمة وتعين أستاذا بمدرسة تحضير البعثات، ثم في عام 1359هـ صار نائب قاضي الطائف وكاتب عدل، وفي عام 1364هـ تولى قضاء القنفذة بدلا عن قاضيها بكر كمال، وبقي سنتين حتى عام 1366هـ حيث عين قاضيا بينبع البحر، وبقي رحمه الله قاضيا حتى عام 1385هـ حيث أحيل إلى التقاعد.
عرف رحمه الله بطيب الخلق، وجميل الصفات، وكان يزوره الناس ويستقبلهم بصدر رحب، ولا يتضايق من زيارة أحد أو الجلوس معه أو سؤاله، فأحبه الناس حبا كثيرا، يقول صاحب أعلام المكيين نقلا عن ماجد مسعود: "كان محبوبا لدى جميع الطبقات لحسن أخلاقه وجميل صفاته، فكان يزوره الكثيرون ويستفتونه ويراجعونه في حل مشكلاتهم، وكنت أزوره في داره بزقاق البخارية بالمسفلة فأستفيد من معلوماته وحديثه العذب عن الذكريات القديمة بالمدرسة، وكان يحفظ الشيء الكثير عن علماء مكة المكرمة ومدارسها القديمة"
أما عن مؤلفاته فيقول عن نفسه: " كنت أيام تدريسي بالمدرسة الراقية كتبت على نظم التفسير ورسالة في أصول الحديث، ولما كنت بجاوة حللت الشاطبية، وكتبت شرحا صغيرا على العاصمية، ورسالة في التعريفات والمصطلحات المنطقية، ولما تقاعدت عن العمل بينما كنت أراجع فتاوى الشيخ عبد الحفيظ العجيمي رأيت أن في كتاب الفرائض أخطاء مطبعية فصححت تلك الأغلاط، وعملت لكل مسألة فيها التوضيح اللازم وقد أتممت ذلك ولله الحمد، ولما كان كل طالب علم يحتفظ لديه بدفتر يقيد به ما يرى فائدة فيه للذكرى في مختلف المسائل من فقه وتفسير وحديث وأدب وتاريخ وغير ذلك فلدي مجموعة من المسائل المتفرقة المفيدة، وأنا الآن أشتغل بجمع الأوراق التي خلفها أخي المرحوم الشيخ أحمد القاري وفيها فوائد متقرقة أسأل الله أن يوفقني لجمعها وترتيبها حسب الإمكان" لكنه توفي ولم يستطع أن يكمل ما أراد، نسأل الله أن يكتب له أجر نيته.
وفاته:
توفي رحمه الله بمكة المكرمة مساء الثلاثاء من ربيع الأول عام 1396هـ
مصادر ترجمته:
1/ أعلام المكيين لعبدالله بن عبدالرحمن المعلمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1421هـ. (746-747)
2/ الجواهر الحسان، في تراجم الفضلاء والأعيان، من أساتذة وخلان. لزكريا بيلا. مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، دراسة وتحقيق: عبدالوهاب أبو سليمان، محمد بن إبراهيم. 1427هـ. (1/ 437- 438)
3/ مجلة الأحكام الشرعية على مذهب الإمام أحمد لأحمد بن عبدالله القاري. الطبعة الأولى 1401هـ، الناشر تهامة. (68-70)
4/ المدرسون في المسجد الحرام من القرن الأول حتى العصر الحاضر لمنصور بن محمد بن عبدالله النقيب. معهد صفوت الصفوة للعلوم التطبيقية، الطبعة الأولى 1433هـ. (1/ 413- 414)