نشأته وبداية طلب العلم:
ولد رحمه الله في مدينة حائل عام 1266هـ ونشأ بها، أحب العلم وهو صغير فأخذ عن علماء حائل، وابتدأ بحفظ كتاب الله عزوجل حتى أتمه، ثم درس على علماء بلده، وكان معروفا بالذكاء والفطنة، كما كان حريصا على طلب العلم عرف عنه الجد والاجتهاد، فنال بهذه الهمة العالية علوما كثيرة، وكان يحفظ كثيرا من المتون ويتعاهدها، كثير المطالعة في كتب العربية.
مشايخه:
أخذ رحمه الله عن علماء حائل ومن أبرزهم:
- الشيخ صالح بن سالم.
- والشيخ عبدالله بن خلف.
- والشيخ عبدالعزيز المرشدي.
- والشيخ صالح بن سالم آل بنيان.
- والشيخ عبدالله بن سليمان بليهد.
وقد لازمهم ملازمة تامة في جميع جلساتهم ودروسهم العلمية، وأخذ عنهم الكثير من العلوم، وكان مرجعا في الأدب والتاريخ وعلوم العربية والسير والمغازي.
أعماله:
تقلد رحمه الله في ديوان إمارة آل رشيد أمراء حائل قديما وظيفة الكاتب الخاص، قال عبدالله البسام: "كان كاتبا حسن الخط نيره جدا بحيث إنه بلغ فيه الغاية"، وأحالوا عليه بعض القضايا الهامة للنظر فيها وإبداء رأيه، ولما ضم الملك عبدالعزيز حائل إلى ملكه سنة 1340هـ نقله معه إلى الرياض وجعله رئيسا لكتابه، وحظي عنده وكان موضع السر منه، ويسترشد منه الأحكام الشرعية وكان يبعثه إلى الإمام يحيى إمام اليمن وآل الأدارسة في أمور خاصة، وكان مسددا وذات مكانة مرموقة عند الناس وعند الولاة.
إمامته وتدريسه بالمسجد الحرام:
وفي عام 1343هـ لما ضم الملك عبدالعزيز الحجاز إلى ملكه كان برفقته الشيخ حمد الخطيب، فعينه قاضيا في محاكم مكة فسار في القضاء بسيرة حسنة جدا، كما عينه إماما في المسجد الحرام، وذلك بعد أن اجتمع فريق من العلماء النجديين والحجازيين في الفترة 15 - 22 من شهر ربيع الثاني عام 1345هـ وانتخبوا من كل مذهب ثلاثة أئمة واختاروا الشيخ حمد الخطيب من أئمة الحنابلة إماما للمسجد الحرام .
طلابه:
كان الشيخ رحمه الله ذا سيرة حسنة في القضاء، وله دروس كثيرة واستفاد منه الطلاب، وقد كان يدرس في حائل، كما أنه بعد انتقاله إلى مكة المكرمة درّس في المسجد الحرام، ومن أبرز طلابه:
- الشيخ حمود الحسين الشغدلي من قضاة حائل.
- والشيخ عبدالرحمن الملق من قضاة حائل.
- والشيخ علي عبدالعزيز الأحمد.
- والشيخ علي الصالح السالم.
- والشيخ عبدالله الملق.
- والشيخ خلف بن عبدالله الخلف.
كان رحمه الله ذا صفات حسنة، فطنا لبيبا محببا من الناس للين جانبه وحسن أخلاقه، كما كان ذا عبادة وورع وزهد في الدنيا، قال عنه الشيخ القاضي: " كان آية في الزهد والورع والتقى عازفا عن الدنيا راغبا في الآخرة، مجالسته ممتعة ومحادثته شيقة" كما كان رحمه الله كريما سخيا يجود بما عنده، ويحسن إلى الفقراء والمساكين ويقف معهم، يقول القاضي: " كان فطنا لطيفا لينا متواضعا وكان محببا من الناس ذا حظ من عبادة وتقى وورع وتهجد وكان يتعرض للزوار فيكرمهم ويحسن اليهم ويأخذ عمن وجده عالما منهم .وعرف بالكرم والذكاء وحسن الخلق، يقول القاضي أيضا: "سخيا بماله له مآثر خالدة يضرب به المثل في الكرم والجود"، وقال الشيخ علي الهندي: " كان عاقلا فطنا لينا متواضعا ".
وفاته:
أصيب رحمه الله بمرض اضطره السفر إلى مصر للمعالجة فوافاه الأجل فيها وتوفى في شهر ذي الحجة سنة 1346هـ.
مصادر ترجمته
1- أئمة الحرمين لعبدالله بن أحمد آل علاف الغامدي، دار الطرفين للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1436هـ صـ 74-77
2- روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين لمحمد بن عثمان بن صالح بن عثمان. مطبعة الحلبي، الطبعة الأولى 1400هـ. (1/89-90)
3- علماء نجد خلال ثمانية قرون لعبدالله بن عبدالرحمن البسام، دار العاصمة، الطبعة الثانية 1419هـ. (2/103-105)
4- تاريخ أمة في سير أئمة لصالح بن عبد الله بن محمد بن حميد، مركز تاريخ مكة المكرمة ، 1433هـ. (3/1141)
5- وسام الكرم في تراجم أئمة وخطباء الحرم ليوسف بن محمد بن داخل الصبحي، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1426هـ (166)
6- زهر الخمائل في تراجم علماء حائل، علي الهندي (13)
7- منبع الكرم والشمائل لحسان الرديعان (277)