، وكان ذلك على يد الشيخ تاج ابن الشيخ فرج الغزاوي، وفي عام 1334هـ التحق بمدرسة الفلاح بمكة وتلقى تعليمه فيها على أيدي نخبة من العلماء وأعلام المربِّين، وفيها أتم الدراسة الابتدائية والثانوية والعالية وتخرج منها عام 1344هـ ، وتقديرًا لكفاءته العلمية الممتازة فقد عين مدرسًا في مدرسة الفلاح واستمر حتى نهاية شهر محرم عام 1347هـ حيث انتقل الى المدرسة الحكومية بالمسعى مدرسا قرابة عام، ثم عاد إلى مدرسة الفلاح ثانية في مطلع عام 1348هـ مدرسا ثم وكيلا للمدرسة حتى نهاية شهر رجب سنة 1355هـ حيث انتقل إلى مديرية المعارف مفتشا ثانيا، حيث كان يقوم بتوجيه المدرِّسين في المدارس الابتدائية والثانوية والمعاهد العلمية وبقي في وظيفته أكثر من خمسة عشر عاما، ثم رفع إلى وظيفة مفتش أوَّل لمدة عام، ورئيسا لمكتب التفتيش بمديرية المعارف العامة، ولما تم تحويلها إلى وزارة عام 1373هـ اختير مستشارًا بها حتى أُحِيلَ إلى التقاعد سنة 1376هـ، في أثناء ذلك تصدى للتدريس في المسجد الحرام فدَرَّس فيه الفقه الشافعي والنحو، وكان درسه بعد صلاة المغرب في حصوة باب إبراهيم.
اختير عضوًا في لجنة تصحيح مصحف مكة المكرمة الذي كتبه بيده الخطَّاط الشهير محمد طاهر كردي، وقد أسهم المترجَم له إسهاما كبيرًا وجاهد جهادًا مضنيًا في سبيل تحقيق فكرة طبع المصحف في مكة المكرمة، وفعلا تألَّفت " شركة مصحف مكة المكرمة " وتولى منصب مدير الشركة، واستمر فيها قرابة ثمان سنوات بذل فيها كل وقته وعصارة تجاربه لتطوير مصحف مكة المكرمة .
وقد أخذ الشيخ العلوم عن جملة من المشايخ والأعلام منهم:الشيخ عمر بن حمدان المحرسي، وقد درس عليه تفسير الجلالين، ومختصر البخاري، ونخبة الفكر، وشرح الجوهر المكنون في البلاغة، وغيرها، ودرس على الشيخ محمد أمين فودة: الرحبية للبقري، وشرح الشنشوري في الفرائض، وشرح السعد على متن العزي في الصرف، وشرح الشرنوبي على الألفية، وشرح السمرقندية، وأخذ عن الشيخ محمد العربي: شمائل الترمذي، والكامل للمبرد، وشرح الأشموني على الألفية، وغيرها من العلوم، وكذلك أخذ عن الشيخ أحمد ناضرين، والشيخ يحيى أمان، والشيخ حسن بن سعيد اليماني، والشيخ أنعم بن ناصر اليماني، وقد درس عليه: متن المنهاج، وشرح نظم التحرير للشرقاوي، وغيرهم من الأعلام درس عليهم كذلك جملة من العلوم مما ينبئك عن سيرة أهل العلم وكيف كانوا يطلبونه، و قد تخرَّج على الشيخ من خلال تدريسه في مدرسة الفلاح وتدريسه في المسجد الحرام جملة من المشايخ منهم: الشيخ أحمد زكي يماني، ومعالي الشيخ عبدالوهاب بن عبدالواسع، والشيخ محسن بن أحمد باروم وغيرهم.
توفي الشيخ إثر حادث سيارة كانت تُقِلُّه في طريقه إلى المدينة، ودفن بالمعلاة بمكة عام 1384هـ .
مؤلفاته:
لم تذكر مصادر ترجمته -فيما وقفت عليه- شيئا من مؤلفاتٍ له.
مصادر الترجمة :
(1) الانطلاقة التعليمية في المملكة العربية السعودية، لعبدالله عبدالمجيد البغدادي (1/538).
(2) من أعلام الفكر والتربية في بلادنا، لمحسن أحمد باروم (ص:91)
(3) الدور التربوي والثقافي لمدارس الفلاح في المملكة، لسعيد محمد منشي (ص:279)
(4) أعلام المكيين، للمعلمي (2/971).
(5) الجواهر الحسان ، لزكريا بيلا (1/ 411).
(6) صحيفة البلاد، مقال بعنوان "في حياتهم " لمحمد أبو بكر 7698 في 22/10/1404 هـ ص 908.
(7) مجلة التضامن الإسلامي لعدد 8 السنة 18 سنة 1384هـ
(8) رجل من رجال التعليم القدامى الأستاذ :- إبراهيم النوري ، في النشرة التربوية، وحدة الإحصاء والبحوث والوثائق التربوية بوزارة المعارف العدد الخامس شوال 1391هـ (ص 80 - 86).