أدخله والده كُتّابًا لحفظ القرآن الكريم ومبادئ العلوم، ثم لما بلغ الثانية عشرة من عمره قدم والده به وبأهله إلى مكة المكرمة، وكان ذلك عام 1335ه، فحج في ذات العام وقابل علماء الحرم وأخذ عنهم، فمن مشايخه الذين درس عليهم والده الشيخ سيف بن هلال، والشيخ محمد العربي التباني، والشيخ عمر حمدان المحرسي، والشيخ أحمد ناضرين، والشيخ عابد المالكي، والشيخ سالم شفي، وعمر حمدان المحرسي، وغيرهـم رحمـهـم الله .
استقر رحمه الله في مكة ذلك الوقت فأدخله والده مدرسة الفلاح، وتعتبر مدرسة الفلاح من المدارس الكبرى التي تهتم بتدريس العلوم الدينية، واللغة العربية، فنهل من معين علمائها، ونبغ فيها، وكان معروفا بالذكاء، والجد والاجتهاد، والحرص على جمع العلم وتتبع مسائله، وكان الأول على أقرانه في الدراسة، وبقي يجد ويجتهد حتى تخرج منها عام 1347ه، ثم درس الشيخ في مدرسته التي تخرج منها فترة يسيرة، إذا أن مؤسس مدارس الفلاح السيد محمد علي زينل قد أسس مدرسة الفلاح بدبي، فطلب من الشيخ محمد نور التدريس فيها فوافق على ذلك، أملا منه في تعليم أهالي المنطقة التي ولد فيها، وسعيا إلى نشر العلم في كل مكان، فرحل إلى دبي وبدأ يدرس في مدرسة الفلاح، وكان مع ذلك نائبا للشيخ عبدالرحمن بن حافظ، وبعد أن ترك الشيخ عبدالرحمن الإدارة ورحل إلى عمان، تولى الشيخ محمد نور إدارة المدرسة، وكان ذلك بعد عام 1348ه، وبقي يدير مدرسة الفلاح مع مدرسة الأحمدية مدة طويلة من الزمن تقارب اثنين وعشرين عاما، ثم في عام 1369ه عاد إلى مكة المكرمة فدرّس في مدرسة الفلاح إلى عام 1389ه، كما أنه درس تطوعا في المدرسة الفخرية العثمانية، وفي عام 1962م أسس المعهد الديني في دبي، كما كان رحمه الله يعمل في تجارة اللؤلؤ، وكان معروفا بالنزاهة والصدق.
كان رحمه الله خطيبا، ومفتيا، وواعظا، وكانت له صفة معروفة وهي رجوعه إلى الحق في أي وقت تبين له ذلك، وفي ذلك له مواقف عديدة، فهو تارك للتعصب نابذٌ له، تارك حظوظ النفس، متبع للكتاب والسنة، فلا يقدم عليهما رأيا أو اجتهادًا أو قولَ عالم، كما كان رحمه الله يحتفي بالطلاب، ويشجعهم، ويدلهم على الطريق الصحيح، فأحبه الطلاب لما رأوا فيه من أخلاق كريمة، كما أنه رحمه الله عرف عنه بأنه كان يهدي الطلاب كتبا نافعة ليشجعهم على طلب العلم، وكان يحثهم على حفظ القرآن، ومداولة الشعر العربي حتى يستقيم اللسان، ويصفه تلميذه محمد علوي المالكي بأنه كان محافظا على الآداب النبوية، ويدعو جميع الناس إلى تطبيقها وإظهارها، ويعاتب من يفرط بها، كما يصفه ابنه بأنه كان يشجع المحسنين على إقامة الأربطة بمكة المكرمة للعجزة والمحتاجين، وكان يشرف بنفسه على بعض منها.
درس الشيخ فترة طويلة في مدرسة الفلاح في دبي، وكذلك في مكة المكرمة، كما أنه قد أجيز له بالتدريس في المسجد الحرام عام 1359ه فدرس فيه، وكانت حلقته تعقد في رواق باب العمرة، ورواق باب الزيادة، وذلك بعد صلاة الفجر والعصر والمغرب والعشاء، كما كان يدرس -كعادة علماء الحرم- في داره العامرة، وكانت دروسه في النحو، كما درس الصحيحين، ورياض الصالحين، وبلوغ المرام، وتفسير ابن كثير، وعلوما أخرى، وكان واسع العلم والمعرفة، فكان يستشهد في دروسه بأبيات لمشايخه يحفظها، كما كان رحمه الله من عادته أنه يبدأ دروسه بالدعاء ويختمها بالدعاء، وكانت حلقة الشيخ ممتلئة بطلاب العلم الذين يأتون من بلاد كثيرة، وكثير من طلابه قد أصبحوا علماء أجلاء، وأساتذة فضلاء، فمن طلابه: الشيخ محمد ياسين الفاداني، والشيخ إسماعيل الزين، والشيخ محمد علوي المالكي، والشيخ عبدالله اللحجي، ومن طلابه في مدرسة الفلاح: أحمد حمد الشيباني، ومحمد بن موسى الخزرجي، ومحمد صالح الريس، وسالم بن كنيد، وراشد بن أحمد المهيري، وعبيد بن صقر بن غبا، وغيرهم كثير، وكثير من هؤلاء الطلبة أصبحوا مدرسين وعلماء، وبعضهم أصبح مدرسا في مدرسة الفلاح والأحمدية.
توفي رحمه الله يوم الثلاثاء الثلاثون من شهر جمادى الأولى عام 1403ه، ودفن بمقبرة المعلاة.
مصادر ترجمته:
1/ إتمام الأعلام ذيل لكتاب الأعلام لخير الدين الزركلي، لنزار أباظة ومحمد رياض المالح. بيروت، دار صادر، الطبعة الأولى 1999م. (273-274)
2/ الدور التربوي لحلقات العلم بالمسجد الحرام في عهد الملك عبدالعزيز. لحسن بن محمد شعيب، 1428ه (265-268)
3/ تتمة الأعلام للزركلي، لمحمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الثانية 1422ه. (2/231/232)
4/ المجلة العربية - الأحد 14/06/2015 د.عدنان محمد الوزان: مكة المكرمة
http://www.arabicmagazine.com/arabic/ArticleDetails.aspx?id=4341
5/ لمحات من حياة محمد نور سيف بن هلال – عبدالرحمن عربي مغربي، جريدة الندوة 27/11/2008م
http://www.sauress.com/alnadwah/26772
6/ جريدة الاتحاد مقال بعنوان مدرسة الأحمدية.. منارة العلم المضيئة في دبي منذ 100 عام
http://www.alittihad.ae/details.php?id=122997&y=2012&article=full
ترجمة خاصة لموقع علماء مكة أعدها إبراهيم محمد صديق