حفظ القرآن الكريم وهو صغير، وتعلم مبادئ العلوم الشرعية، ثم أدخله والده إلى المدرسة الصولتية، وهي المعروفة بالعلماء الأجلاء، فدرس على أيديهم، وأخذ عنهم العلم حتى تخرج منها عام 1330ه، كما أنه درس على علماء آخرين، ومن أبرز مشايخه: الشيخ أسعد أحمد دهان، والشيخ عبد الرحمن دهان، والشيخ عبد الرحمن الهندي، والشيخ مشتاق أحمد الكانبوري، والشيخ عبد القادر بن صابر منديلي،والشيخ أكبر أفغاني، وغيرهم كثير رحمهم الله.
عرف عن الشيخ رحمه الله الجد والاجتهاد حال الطلب، لذلك عين رحمه الله فور تخرجه من المدرسة الصولتية مدرسا في القسم العالي فيها، وذلك عام 1330ه، كما أنه في نفس العام أجيز له التدريس بالمسجد الحرام، فدرس فيه من عام 1330ه حتى توفي رحمه الله -وهو ملتزم بتلك الدروس- عام 1373ه، كما أنه درس بالمدرسة الراقية، وفي عام 1336ه عين رئيسا للمحكمة المستعجلة الأولى بمكة المكرمة في عهد الشريف حسين، كما أنه في نفس العام عين إماما وخطيبا للمقام الحنفي بالمسجد الحرام، وفي عام 1340ه عين عضوا بمجلس المعارف، كما أنه لم ينقطع عن التدريس فقد عين مدرسا بمدرسة الفلاح عام 1345ه، ثم في عام 1360ه في عهد المملكة العربية السعودية عين رحمه الله قاضيا بالمحكمة الشرعية بمكة المكرمة، كما عين بعد ذلك وكيلا لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى فيها.
كانت دروس الشيخ في الحرم المكي تعقد في الحصوة أمام باب المحكمة ، وكذلك في حصوة باب الزيادة، وفي الرواق على يسار الداخل من باب السلام، وكانت دروسه بعد الفجر والعصر والمغرب والعشاء، كما أنه كان يدرس في منزله، وكانت دروس الشيخ مشهودة بالطلاب، يحضرها كثيرون، خاصة الطلاب الأحناف لكون الشيخ من كبار علماء الأحناف، وإمام المقام الحنفي في الحرم، وكان يدرس كتاب الاختيار في شرح المختار في المناسك، وكذلك كان يدرس كتب اللغة كالآجرومية، والحديث، والتفسير، وكتب الفرائض كشرح السراجية في علم المواريث، وأحكام القضاء، كما كان يدرس الفلك لبعض الطلبة الإندونيسيين، وكان يشرح بتفصيل وإسهاب، كما كان يترك المجال للطلبة بعد كل درس ليسألوا عما أشكل عليهم ويجيبوا، ومن أبرز طلابه: الشيخ محمد ياسين الفاداني، ومحمد أمين كتبي، والشيخ علوي عباس المالكي، والشيخ أحمد عمر عثمان قزاز، والشيخ محمد نور سيف، والشيخ سراج بن محمد نور بن عبدالغني، وغيرهم كثير.
كان للشيخ دور كبير في حلّ الكثير من النزاعات حين اشتغل في القضاء، وكان رفيقا بالناس، وكثيرا ماكان يذهب خارج مكة المكرمة لحل بعض القضايا، ويصرف في ذلك من مال نفسه، كما أنه قد فتح أبواب منزله للناس يأتون إليه لحلّ مشاكلهم، بل يقول ابنه أحمد: (حتى إنه كان في منتصف الليل يأتيه بعض الناس من ذوي الحاجات، وأصحاب المشكلات، لعرض شكاويهم ومشاكلهم عليه والأخذ برأيه فيها).
يقول عمر عبدالجبار: (عرفته في السنوات الأخيرة من حياته وقد لازم المسجد، وانقطع للصلاة والطواف بالرواق تاليا كتاب الله، مستغفرا، مستعدا للقاء ربه في خشوع وإنابة وتذلل ) توفي رحمه الله بمكة المكرمة في الحادي والعشرين من شهر ربيع الثاني عم 1373، ودفن بالمعلاة.
كتب رحمه الله بعض الكتب لكنها ضاعت، وطبع في حياته كتاب: المجموعة الفلكية.
مصادر ترجمته:
1/ أعلام المكيين لعبدالله بن عبدالرحمن المعلمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1421هـ. (1/566-567)
2/ أئمة الحرمين لعبدالله بن أحمد آل علاف الغامدي، دار الطرفين للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1436ه (230-234)
3/ تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع. لمحمد سعيد بن محمد ممدوح، الطبعة الثانية، بيروت 1434ه. (1/454-455)
4/ الدور التربوي لحلقات العلم بالمسجد الحرام في عهد الملك عبدالعزيز. لحسن بن محمد شعيب، 1428ه (199-201)
5/ سير وتراجم لعمر عبدالجبار، دار تهامة، الطبعة الثالثة 1403هـ (113-115)
6/ وسام الكرم في تراجم أئمة وخطباء الحرم ليوسف بن محمد بن داخل الصبحي، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1426ه (183-184)
7/ الجواهر الحسان، في تراجم الفضلاء والأعيان، من أساتذة وخلان. لزكريا بيلا. مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، دراسة وتحقيق: عبدالوهاب أبو سليمان، محمد بن إبراهيم. 1427ه. (1/342-343)
8/ المدرسون في المسجد الحرام من القرن الأول حتى العصر الحاضر لمصور بن محمد بن عبدالله النقيب. معهد صفوت الصفوة للعلوم التطبيقية، الطبعة الأولى 1433ه. (1/560-561)
9/ أهل الحجاز بعبقهم التاريخي لحسن عبدالحي قزاز. طبعت بمطابع مؤسسة المدينة للصحافة (دار العلم) بجدة، الطبعة الأولى 1415ه. (274)
10/ تعظيم البلد الحرام
http://makkah.org.sa/site/index.php/masgedharam/item/%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%B4%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%86%D9%81%D9%8A.html
11/ موقع الحجاز
http://www.alhejaz.org/aalam/115301.htm#shafi
ترجمة خاصة لموقع علماء مكة أعدها إبراهيم محمد صديق