بدأ بحفظ القرآن وهو صغير، وقد أتم حفظه وتجويده وعمره عشر سنوات، كما أنه قد صلى بالناس صلاة التراويح في المسجد الحرام وهو في الحادية عشرة من عمره، وكان والده قد ألحقه بالمدرسة الصولتية مع أخيه صالح عام 1320ه، والصولتية معروف عنها خدمة العلم والعلماء، وهي تضم علماء أجلاء، فدرس فيها عليهم، ونهل من معين علومهم حتى تخرج منها عام 1328ه، كما أنه في ذلك الوقت التحق بحلقة والده الشيخ سعيد يماني في المسجد الحرام، وبقي يدرس عند والده فترة طويلة من عام 1322ه حتى عام 1335ه، وقد أخذ عنه الفقه الشافعي، وكان المقرئ في حلقة والده، كما كان والده يشجعه على حفظ الحديث والعناية به.
رحل رحمه الله من أجل طلب العلم وتحصيله إلى زبيد، والمدينة المنورة، وأخذ عن علمائها، فحصل له علم غزير، والتقى بعلماء كثيرين، خاصة في مكة المكرمة حيث الدروس والعلماء في المسجد الحرام، وقد لازم الشيخ رحمة الله العثماني الهندي فترة طويلة، وكذلك الشيخ عبدالرحمن دهان، لازمه ملازمة تامة، وأخذ عنه الكثير من العلم، ومن مشايخه الذين درس عليهم، وأخذ عنهم الشيخ أحمد بن حسن العطاس الضرير وقد أجازه، ومنهم الشيخ حسين الحبشي وقد أجازه، والشيخ علوي بن أحمد السقاف وقد أجازه كذلك، ومنهم الشيخ عمر شطا، والشيخ محمد سليمان حسب الله، والشيخ أحمد بن حسن العطاس، والشيخ محمد علي بن حسين المالكي، والشيخ محمد عبد الباقي الأنصاري اللكنوي، والشيخ جعفر الكتاني، والشيخ بدر الدين الدمشقي، والشيخ صالح بافضل، والشيخ شعيب الدكالي المغربي، والشيخ محمد بخيت المطيعي، وغيرهم كثير.
بعد أن أخذ الشيخ حظا وافرا من العلوم الشرعية، ودرس على علماء أجلاء وأخذ عنهم، أجيز له التدريس بالمسجد الحرام، فبدأ يدرس فيه من عام 1335ه، وكانت حلقته تعقد في الحصوة التي بين باب السلام والنبي، وكذلك في رواق النبي، وحصوة باب العمرة، كما أنه رحمه الله عين مدرسا بمدرسة الصولتية عام 1334ه ، كما أنه درّس في المدرسة الراقية من عام 1346ه إلى 1347ه ، وكذلك درس رحمه الله في منزله كعادة علماء البلد الحرام، فكان له طلاب كثيرون، وانتفعوا به في دروسه في الحرم ومنزله، وطلابه من جميع الأقطار الإسلامية وخاصة من حضرموت وإندونيسيا وماليزيا، وكثير منهم أصبحوا علماء أو أساتذة في بلدانهم، وكثير منهم أيضا يرجع إلى بلاده بعد أن يدرس على يديه فيفتتح مدارس إسلامية في بلاده، ومن تلامذته الشيخ علوي المالكي والذي قال عن شيخه: ( فضيلة مولانا الشيخ حسن يماني، وهو إمام الفقه بلامنازع في عصره، وقد لازمته آخر حياته وكان يخبرنا عن أحواله، وتاريخ حياته...وأخبرني أنه لقي أئمة كبارا في العلم والطبقة، واستجازهم وروى عنهم)، وقد عين رحمه الله نائبا لرئيس هيئة التمييز عام 1345ه إلا أنه قدم استقالته عام 1346ه، وفي عام 1347ه عين رحمه الله مدرسا بمدرسة المطوفين بالمسجد الحرام، كما أنه من أوائل الذين عينهم الملك عبدالعزيز كمدرسين في المسجد الحرام، وكان يدرس فيه الحديث في صحيح مسلم وسنن النسائي، ودرس الفقه الشافعي من شرح المحلى على المنهاج، والأشباه والنظائر في الفروع للسيوطي، كما درس علم المنطق، وكان أسلوبه رحمه الله فريدا، يجمع بين الأصالة والتجديد، ويعيد الطالب إلى الكتب الأصيلة، يقول تلميذه محمد ياسين الفاداني عن أسلوب تدريسه: (كان يحرر العبارة ويرجع الضمائر، وكثيرا ما يشير إلى عدد من المراجع والكتب في المجال الذي كان يدرسه)، ويقول تلميذه أيضا عمر عبد الجبار: ( كان إذا قرأ الحديث تكلم عن غريبه، وترجم لرواته، وما يستفاد منه، وإذا أراد أن يشرح لطلابه آية تطرق إلى تفسيرها بآية أخرى أو حديث).
رحل رحمه الله مرة أخرى فبعد أن رحل إلى زبيد والمدينة المنورة من أجل طلب العلم، رحل هذه المرة إلى بلدان كثيرة من أجل نشر العلم، وتدريس الطلاب، ففي عام 1343ه سافر إلى أندونيسيا مع والده وإخوانه، وبقي فيها عامين حتى رجع عام 1345ه، ثم سافر مرة أخرى إليها أيضا عام 1349ه وبقي فترة طويلة حتى عام 1356ه، حيث رجع في هذه السنة إلى مكة المكرمة، ثم في عام 1358ه سافر إلى ماليزيا وبقي فيها حتى عام 1366ه، ثم رحل إليها مرة أخرى عام 1369ه، ومن ثم إلى مصر عام 1370ه، واختتم بذلك رحلاته الطويلة ليرجع ويستقر في مكة المكرمة عام 1371ه، وقد نشر الدعوة والعلم في هذه البلدان، واختير لمنصب الإفتاء في ماليزيا، كما أنه كان يلقي دروسا كثيرة مشهودة، وبعض دروسه يشهده أكثر من خمسة آلاف طالب، وكانت دروسه في كتب الشافعية، والنحو، والأصول وغيرها، وبعد أن رجع رحمه الله إلى مكة المكرمة واسنقر فيها، أكمل تدريسه في المسجد الحرام، وفي منزله.
عرف رحمه الله بسعة الاطلاع، وثقافته الواسعة نتيجة رحلاته المتعددة إلى عدد من البلدان، كما أنه كان معتنيا بالطلاب، يسأل عنهم، ويتفقد أحوالهم، وكان متواضعا للناس، يسمع لهم، ويعين محتاجهم، فأحبه الناس كثيرا.
توفي رحمه الله فجر يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر ذي الحجة عام 1391ه، ودفن بمقبرة المعلاة.
مصادر ترجمته:
1/ أعلام المكيين لعبدالله بن عبدالرحمن المعلمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1421هـ. (2/ 1049-1020)
2/ بلوغ الأماني في التعريف بشيوخ وأسانيد مسند العصر محمد ياسين الفاداني لمحمد مختار الدين بن زين العابدين الفلمباني. دار قتيبة، الطبعة الأولى 1408ه. (64-65)
3/ تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع. لمحمد سعيد بن محمد ممدوح، الطبعة الثانية، بيروت 1434ه. (1/317-319)
4/ الدور التربوي لحلقات العلم بالمسجد الحرام في عهد الملك عبدالعزيز. لحسن بن محمد شعيب، 1428ه (153-156)
5/ معجم المعاجم والمشيخات، والفهارس والبرامج والأثبات. ليوسف المرعشلي، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 1423ه (2/555)
6/ نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر وبذيله عقد الجوهر في علماء الربع الأول من القرن الخامس عشر ليوسف المرعشلي، دار المعرفة، الطبعة الأولى 1427هـ . (339-340)
7/ الجواهر الحسان، في تراجم الفضلاء والأعيان، من أساتذة وخلان. لزكريا بيلا. مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، دراسة وتحقيق: عبدالوهاب أبو سليمان، محمد بن إبراهيم. 1427ه. (1/427)
8/ روض الرياحين
http://cb.rayaheen.net/showthread.php?tid=17495
9/ موقع الحجاز
http://www.alhejaz.org/aalam/114401.htm
ترجمة خاصة لموقع علماء مكة أعدها إبراهيم محمد صديق