ولد رحمه الله عام 1352ه في شهر ربيع الأول، وذلك في بلدة الضحى باليمن، وقد نشأ منذ الصغر وهو محب للعلم، كما أنه قد أخذ عن والديه الأخلاق الفاضلة، والخصال الحميدة، ومبادئ العلوم الشرعية كالفقه الشافعي والنحو، كما أخذ العلم عن مشايخ منطقته، وحفظ الكثير من المتون العلمية، والأبيات الشعرية، وكان رحمه الله ذا ذاكرة قوية، وقد حباه الله قوة في الحفظ، فاستعان بذلك على حفظ العلم وضبطه، توفي والده وهو في الرابعة عشرة من عمره فربته والدته، وقد جد واجتهد في تحصيل العلوم ودرس على كثير من العلماء، وقرأ عليهم الكتب الكثيرة، ورحل إلى الزيدية، والمنيرة، وزبيد، فأخذ عن علمائها قبل أن يسافر إلى مكة المكرمة، ومن أجلّ مشايخه الشيخ حسين بن محمد الزواك، والشيخ إبراهيم شويش، والشيخ أحمد محمد عامر، والشيخ محمد بن يحيى دوم الأهدل، كما أنه رحمه الله رحل إلى بلدان عديدة للأخذ عن علمائها، ومنها جاوه، ومصر، والسودان، فكان له علم غزير، ومعرفة واسعة بثقافات مختلفة.
في عام 1380ه سافر رحمه الله إلى مكة المكرمة، واستقر فيها، وأخذ عن علمائها، ومنهم الشيخ علوي المالكي، والشيخ محمد العربي التباني، والشيخ حسن المشاط، وقد كان رحمه الله مدرسا في بلدته في اليمن، فلما قدم مكة المكرمة وعرف الناس علمه وفضله، أجيز له التدريس بالمسجد الحرام، كما أنه قد عين مدرسا بمدرسة الصولتية عام 1382ه، والتي كانت معروفة بضمها علماء أجلاء، فكان من ضمنهم يدرس معهم، كما درس رحمه الله في المدرسة التوحيدية، والمدرسة الرحمانية، ودار العلوم، إضافة إلى دروسه التي كان يلقيها في منزله، وكانت دروسه في التفسير والقراءات والحديث، والنحو والصرف ونحوها والعروض والمنطق وغيرها، كما أنه في عام 1410ه عقد مجلسا لإقراء صحيح البخاري فانتفع به الطلاب، وكان يحضر له الطلاب من بلاد شتى، وذلك لسعة علمه، وحسن تقريره، وطلابه من الحجاز، والأحساء، واليمن، واندونيسيا، وغيرها، ومنهم من أصبح عالما بارزا في بلده.
عرف رحمه الله منذ الصغر بالجد والاجتهاد، والحرص على ضبط المسائل، وقد كان في صغره لا ينام إلا قليلا، ويقضي كل وقته في الطلب والحفظ، وكان الحال كذلك لما بدأ التدريس، فكان يدرس دروسا كثيرة في اليوم الواحد، وقد لقب رحمه الله بمفتي الشافعية، وقد أثنى عليه علماء عصره لما عرف عنه من حبه للعلم وأهله، وقد كان شغله الشاغل العلم والتعليم، قال عنه الشيخ عبدالله الصديق الغماري: (الأستاذ الفاضل، والشيخ الكامل، والفقيه المحقق) وقال عنه يوسف المرعشلي (البحر الفهامة، ذو المعالي العلية، والأخلاق المرضية، الأستاذ الفاضل، الفقيه المطلع، مفيد الطالبين، قدوة الأنام، وشيخ الإسلام)
توفي رحمه الله في مكة المكرمة في الحادي والعشرين من ذي الحجة عام 1414ه، ودفن بمقبرة المعلاة.
ترك الشيخ عددا من المؤلفات منها:
1/ صلة الخلف بأسانيد السلف. وهو ثبته.
2/ إرشاد المؤمنين في فضائل ذكر رب العالمين.
3/إسعاف الطلاب بشرح نظم قواعد الإعراب.
4/ ديوان الخطب المنبرية والمواعظ الزينية.
5/ القول المنير في علم أصول التفسير. طبع على نفقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، المعارف القرآنية، الطبعة الأولى 1428ه.
للمزيد عن ترجمته :
1/ إتمام الأعلام ذيل لكتاب الأعلام لخير الدين الزركلي، لنزار أباظة ومحمد رياض المالح. بيروت، دار صادر، الطبعة الأولى 1999م.
2/ تكملة معجم المؤلفين محمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الأولى 1418هـ. (81)
3/ تتمة الأعلام للزركلي، لمحمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الثانية 1422ه. (71)
4/ الجواهر الحسان، في تراجم الفضلاء والأعيان، من أساتذة وخلان. لزكريا بيلا. مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، دراسة وتحقيق: عبدالوهاب أبو سليمان، محمد بن إبراهيم. 1427ه. (2/607)
5/ عقد الجوهر في علماء الربع الأول من القرن الخامس عشر ، ذيل نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر ليوسف المرعشلي، دار المعرفة، الطبعة الأولى 1427هـ . (1754-1757)
6/ معجم المعاجم والمشيخات، والفهارس والبرامج والأثبات. ليوسف المرعشلي، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 1423ه (3/84-88)
7/ شبكة روض الرياحين
http://cb.rayaheen.net/showthread.php?tid=24431
ترجمة خاصة لموقع علماء مكة أعدها إبراهيم محمد صديق