درس رحمه الله بالمدرسة الرشيدية العثمانية، وبعد أن تخرج منها سافر إلى مصر وذلك عام 1324ه، وبقي في مصر سنتين عاد بعدهما إلى مكة المكرمة عام 1326ه، وبدأ يطلب العلم فيها على علمائها الأجلاء، ويتنقل بين حلقات العلم، فأخذ عن علمائها والقادمين إليها من غير أهلها، فتحصل له علم غزير بفضل الله، ومن أبرز مشايخه الشيخ وهبه سرور قرأ عليه في مصر الجزرية وغيرها، ومنهم الشيخ عبدالله أبو الخير قرأ عليه النحو، ومنهم الشيخ محمد مجاهد، وابنه هاشم بن محمد مجاهد، ومنهم الشيخ عبدالله حمدوه السناري، وغيرهم كثير.
بعد أن تحصل رحمه الله على قدر كبير من العلم الشرعي، وأصبح مؤهلا لنشر العلم وتدريسه، أجيز له بالتدريس بالمسجد الحرام، فبدأ يدرس فيه في رواق وحصوة أجياد، كما كان يدرس في داره الكائنة بحي أجياد، وكان رحمه الله كثير العلم، واسع الاطلاع، وحين يدرس المسألة يعطيها حقها من الشرح وذكر الشواهد، فانتفع به الطلاب انتفاعا كثيرا، ودرس على يديه طلاب كثيرون، كان لكثير منهم شأن عظيم بعض ذلك، فمنهم العلماء والوعاظ والقضاة، ومن أبرز طلابه: الشيخ أبو بكر الحبشي، والشيخ علوي بن عباس المالكي، والشيخ عبدالعزيز الرفاعي، والشيخ أحمد السباعي، وعلي العبادي رئيس نادي الطائف الأدبي سابقا، وغيرهم كثير ممن كان يدرس عليه في الحرم من شتى البلاد.
للشيخ رحمه الله باع طويل في التدريس، وله جهود حثيثة في دفع عجلة التعليم، ففي عام 1334ه عين رحمه الله مدرسا بالمدرسة الراقية الهاشمية، وبقي يدرس فيها حتى عام 1340ه، ثم في عام 1342ه انتقل إلى المدرسة الإسلامية لتعليم الدين مدرسا فيها حتى عام 1347ه، وفي نفس العام عيّن مدرسا بالمدرسة الرحمانية ، وبقي فيها حتى عيّن وكيلا بالمدرسة العزيزية، وكان ذلك عام 1351ه، وبقي في هذا المنصب ثلاث سنوات حيث أنه في عام 1354ه عين مديرا للمدرسة المحمدية، وبقي في إدارة هذه المدرسة حتى عام 1358ه، ثم نُقل رحمه الله إلى المدرسة الخالدية مديرا لها، وبقي فيها حتى عام 1370ه، ثم عين مشرفا ومدرسا على دار السيدة خديجة رضي الله عنها، وهي مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وبقي مديرا لهذه المدرسة حتى عام أحيل إلى التقاعد عام 1375ه.
رحل الشيخ رحمه الله عدة رحلات، أولاها إلى مصر عام 1324ه وبقي سنتين ثم عاد إلى مكة المكرمة، ثم رحل مرة أخرى إليها عام 1340ه والتحق بالأزهر الشريف وبقي فيها عامين، وفي عام 1342ه انتقل إلى بورما وعمل بالمدرسة الإسلامية هناك حتى عام 1347ه.
عاش رحمه الله عفيف النفس، زاهدا في الدنيا، ذا فضل وعلم وتقوى، وكان لايفرق ذكر الله لسانه في جميع أحواله، كما أنه كان محبا للقراءة منذ الصغر، مما جعله واسع الثقافة.
توفي رحمه الله يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1387ه بمكة المكرمة، ودفن بمقبرة المعلاة.
مصادر الترجمة:
1/ أعلام المكيين لعبدالله بن عبدالرحمن المعلمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1421هـ. (486)
2/ الدليل المشير إلى فلك أسانيد الاتصال بالحبيب البشير صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بن أحمد الحبشي. المكتبة المكية، الطبعة الأولى 1418ه. (36)
3/ أهل الحجاز بعبقهم التاريخي لحسن عبدالحي قزاز. طبعت بمطابع مؤسسة المدينة للصحافة (دار العلم) بجدة، الطبعة الأولى 1415ه.(339)
ترجمة خاصة لموقع علماء مكة الخيري أعدها إبراهيم محمد صديق