روى الحديث بالسند المتصل، وأصبح فقيهًا واسع الاطلاع، وعكف على دراسة العلوم الحديث، وانكب على مطالعة كتب الأدب والعلوم الرياضية والقانون والفلك والفلسفة والنظريات الحقوقية وعنى بما يمس الأخلاق وعلم النفس والتاريخ، فنبغ في هذه العلوم نبوغًا غبطه عليه زملاؤه في الدراسة وقدّروا له نشاطه ونصاعة بيانه ورقّة شعره وإن كان مقلًا فيه.
عيّن بمدرسة الفلاح فقطف الطلاب من ثماره علمًا وأدبًا وثقافةً. وفي العهد السعودي لمع نجمه وعرفت مكانته العلمية وكفاءته الإدارية فتقلّب في أهم وظائف الدولة منها أنه كان: مدرساً بالمسجد الحرام من عام 1330هـ - 1356 هـ، ومدرساً بالمدرسة الرشيدية ومراقباً عام 1327هـ، ومدرساً بمدرسة الفلاح في عام 1334 هـ، ووكيلاً لرئيس القضاة عام 1343 هـ، وإماماً بالمسجد الحرام عام 1343 هـ، ومعاوناً لمدير المعارف عام 1347 هـ، ومديراً عاما للمعارف، ومعاوناً لرئيس المحكمة الشرعية الكبرى بالطائف عام 1356 هـ، ومؤسساً ومدرساً متطوعاً بمدرسة دار التوحيد بالطائف، ورئيساً للمحكمة الشرعية الكبرى بالطائف، وتولى رئاسة لجنة الترقية والتأديب لكبار الموظفين، كما رأس عدة لجان أخرى. وكان الشيخ في كل عمل يسند إليه يدلل على عظيم همته وقوة إرادته وتحرّيه في أحكامه، فنال شهرة واسعة في القضاء وتوفيقه لحل كل خلاف بالصلح إلا ما لابد فيه من حكم أو حد أو قصاص، فلا تأخذه في تنفيذه لومة لائم ولا تحول دونه واسطة ولا جاه. وهو إلى ذلك كان حريصًا على حقوق الناس رحيمًا بالضعفاء عفيف اليد واللسان.
وللشيخ طلاب من شتى المعمورة, ومن أشهرهم: السيد علوي بن عباس المالكي الحسني، والسيد محمد أمين كتبي الحسني، والسيد إبراهيم سليمان النوري، والسيد محمد بن أحمد شطا، والشيخ عبد الوهاب آشي، والسيد الشاعر محمد حسن فقي، والسيد إسحاق بن عقيل عزوز، والشيخ محمد نور سيف بن هلال المهيري، وغيرهم.
لم يترك مؤلفات وإنما له تقريرات وتقييدات وتعليقات على بعض الكتب التي كان يدرسها, إضافة إلى إجادته للغة التركية , وتمكنه في العلوم الحديثة وعلوم الاجتماع والرياضة،كما ترك رحمه الله مكتبة ضخمة توجد حالياً في بيت ابنه إبراهيم بالعزيزية.
توفي عام 1365 هـ تاركاً ابناً واحداً وهو:الأستاذ إبراهيم فوده, أول رئيس لنادي مكة المكرمة الثقافي الأدبي.
مصادر الترجمة:
من روادنا التربويين المعاصرين، لعبد الله محمد الزيد. الانطلاقة التعليمية في المملكة العربية السعودية، لعبد الله عبد المجيد بغدادي. سير وتراجم لعمر عبد الجبار. أعلام المكيين، لعبد الله بن عبد الرحمن المعلمي. ماذا في الحجاز، لأحمد محمد جمال. تربية النشء في المنزل والمدرسة والمجتمع، لجعفر بكر صباغ. تاريخ التعليم في مكة المكرمة، لعبد الرحمن صالح عبد الله. الملك عبد العزيز، للزركلي. الأوائل لمكة المكرمة في العهد السعودي، للشريف محمد بن مساعد الحسني. فهرست الشيوخ والأسانيد، لعلوي المالكي. الفوده (رائد الحكمة) لزهير محمد جميل كتبي.