وبعد وصوله مكة المكرمة سنة 1300هـــــ التقى بوالدته وأخيه الأكبر، واعتنت به والدته كثيرا ففي سنة 1303هــــ ألحقته والدته بالمدرسة الصولتية، ثم زار المدينة المنورة، ثم عاد بعد ذلك إلى مكة المكرمة وواصل دراسته بالصولتية وبالحرم المكي الشريف.
قرأ على الملا نور الدين الفنجاني الهندي «الكبرى» و«الشافية» في الصرف، وفي النحو«شرح مائة عوامل» بالفارسية، وبالعربية، و"قطر الندى" و"الكافية" و"شرح الملا جامي" و"الألفية"، وفي الفقه: "خلاصة الكيراني" و"منية المصلي" و"متن القدوري" و"كنز الدقائق" والنصف الأول من "شرح الوقاية" والنصف الثاني من "الهدية"، وفي أصول الفقه: "أصولالشاشي" و"نور الأنوار" و"التوضيح" و"مسلم الثبوت"، وفي المنطق: "الصغرى" و"الكبرى" و"متن إيساغوجي" وغير ذلك. وفي الحديث: قرأ الكتب الستة و"الموطأ" كلها بالتمام، وفي التفسير: "أنوار التنزيل" للبيضاوي إلى الختم، و"تفسير الكشاف" إلى سورة النور، كل ذلك قرأه على شيخه المذكور إلى عام 1321هـــ وأجازه بعامة مروياته، ومن مشايخه كذلك: رحمة الله الهندي المتوفى سنة 1308هــــ
ومن مشايخ صاحب الترجمة بالصولتية غير شيخه المذكور: الشيخ علاء الدين الهندي، والشيخ منير الدين البنغالي، وسمع من العلّامة عبد الحق الإله آبادي الهندي صاحب "الإكليل على مدارك التنزيل" المتوفى بالهند سنة1333هـــ الحديث "المسلسل بالأولية" وقرأ عليه "الأوائل العجلونية" و"السنبلية" إلى الختم، وأجازه عامة، وقرأ على العلّامة الفلكي الشيخ عبد الحميد بخش عدة كتب في الفلك والهيئة، وقرأ على الشيخ خليفة بن حمد النبهاني وكلاهما أجازه، وسمع الحديث من شيخ علماء دمشق بدر الدين البيباني.
وبعد وفاة شيخه الأول أجيز بالتدريس في المدرسة الصولتية فدرّس بها وبالحرم المكي الشريف وبرباط إسماعيل وغيره، وقد درّس في التفسير والحديث والفقه الحنفي وبعض علوم الآلات التي تمكّن منها تمكنًا وبرز فيها بروزًا.
وكان رحمه الله تعالى فقيرا معرضًا عن الدنيا وزخارفها لا يلجأ إليها ولا يطلبها، زاهدًا متقشفًا ناسكًا يميل إلى الخلوة دائم الذكر. وكان كثيرًا ما ينام في مصافي أجياد أو في حوض البقر في منى.
توفي سنة 1368هـــ حيث شوهد رأسه ملقى في حوض البقر، وظهر من التحقيق أن الذئاب افترسته.
مصادر الترجمة:
سير وتراجم، لعمر عبد الجبار( ص273)، أعلام المكيين، لعبد الله المعلمي(1/178)، تشنيف الأسماع، لمحمود سعيد(ص293)، نثر الدرر، لعبد الله بن محمد غازي(ص50)، نثر الجواهر والدرر، للمرعشلي(1/675).