ولد سنة 1285هـ، ولقب بالتيجي نسبة للبلدة، ونشأ في حجر والده واعتنى بحفظ القرآن وتجويده وقراءته، فقد حفظ القرآن الكريم منذ صغره، وتعلم على يد علماء ومشايخ لهم وزنهم في ذلك العصر منهم: الشيخ أحمد زكوه حيث حفظ عليه القرآن الكريم، والشيخ حامد التيجي، والشيخ محمد سابق حيث أخذ عنه القراءات السبع، والشيخ عبدالعزيز بن علي كحيل، شيخ القراء، أخذ عنه القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة وأجازه في ذلك شفهيًا وكتابة. وأخذ كذلك عن الشيخ العلاّمة محمد علي الضبَّاع وهو شيخ القراء بالقاهرة وانتهت إليه رئاسة علم القرآءات في زمانه، وقد أخذ عنه المترجم له القراءات العشر من طريق الطيبة سنة (1344هـ)، وأخذ عنه القراءات الأربع (الشاذة) وهي المتممة للأربعة عشر، وذلك سنة (1345هـ) وأجازه في جميع ذلك شفهيًا وكتابةً.
كانت أول رحلاته إلى الحجاز سنة (1316هـ)، وأقام بالمدينة المنورة، وكان يعلِّم القرآن وقراءاته المختلفة ويقوم ببعض الأعمال التجارية واستمر في ذلك إلى سنة (1335هـ) ثم ذهب إلى الشام هو واثنان من إخوانه، وأصبح السيد أحمد إماما وخطيبا لأحد المساجد هناك ومعلما للقرآن وقراءاته المختلفة، وفي أوائل سنة (1347هـ) رحل إلى مكة بطلب من مؤسس مدارس الفلاح الشيخ محمد علي زينل، فعمل بمدارس الفلاح أستاذا لعلم القراءات في شعبة حفظ القرآن الكريم. كان معروفا ومحبوبا في مكة والمدينة بين الناس عامة وبين العلماء وتلامذته خاصة لما تحلى به من التواضع والفضل العظيم، وكان من أكثر الناس ملازمة وصحبة له وقربا إليه المقرئ العلامه الشهير الشيخ أحمد بن عبدالله حجازي الذي أخذ عن الشيخ التيجي في ذلك الوقت.
أخذ عنه القراءات كثير من العلماء والقراء المشهورين وصار به النفع العظيم ، ومنهم: الشيخ السيد أبو بكر أحمد بن حسين بن محمد الحبشي القاضي بمكة المكرمة حيث قرأ عليه القرآن الكريم ختمة كاملة بقراءة الإمام عاصم بروايتي أبي بكر شعبة وحفص، وختمة أخرى بقراءة ابن كثير بروايتي البزي وقنبل. وكذلك قرأ عليه الشيخ عبدالفتاح بن عبدالرحيم ملاَّ محمود الآقورغاني(المعروف بالشيخ عبد الفتاح قارئ)، حيث قرأ عليه القرآن الكريم عرضًا وسماعًا بالقراءات السبع من طريق الشاطبية. والشيخ عبدالعزيز محمد عيون السود، شيخ القراء بحمص، حيث أخذ عنه القراءات الأربع عشرة بمضمن الشاطبية والدرَّة والطيبة والفوائد المعتبرة. والشيخ زيني عبدالله باويان، والشيخ محمد حسين عبيد، والشيخ محمد عبدالله الكحيلي، والشيخ أحمد بن عبدالله حجازي، والشيخ سراج محمد حسن قاروت حيث تعلم الروايات السبع على يده، والشيخ السيد محمد أمين كتبي، وغيرهم. أجيز له التدريـــــس حيث كان يدرس القرآن الكريم والعلوم الشرعية للطلبة الأندونيسيـــــــن والماليزين وغيرهم في داره في القشاشية.
من أهم إنجازاته: إشرافه مع الشيخ عبدالظاهر أبي السمح (إمام وخطيب المسجد الحرام) على تصحيح ومراجعة مصحف مكة المكرمة الذي طبع سنة (1369هـ) بخط محمد طاهر الكردي على قواعد الرسم العثماني، إذ يعتبر هذا المصحف أول مصحف يطبع في المملكة العربية السعودية بمكة المكرمة، وقد كُتب اسمه في نهاية المصحف من ضمن المصححين له.
تزوج الشيخ أحمد عدة مرات وكان له من الأولاد ثمانية ومن الإناث ثلاث، وله من الأحفاد وأولاد الأحفاد وأولادهم الكثير الكثير. وقد اعتنى كثيرا بتعليم أبنائه فحفظ معظمهم القرآن الكريم على يديه.
ظل الشيخ في مكة المكرمه مدرسًا في مدارس الفلاح حتى وافاه الأجل المحتوم بداره في محلة أجياد ليلة الأربعاء ثاني شهر محرم سنة (1368هـ) وصلي عليه بالمسجد الحرام ودفن بالمعلاة.
مصادر الترجمة:
الدليل المشير، لأبي بكر حبشي(ص31 ـ 32)، العناية بالقرآن الكريم وعلومه من بداية القرن الرابع إلى عصرنا الحاضر، لنبيل بن محمد آل إسماعيل ( ص44،45) جهود المملكة العربية السعودية في رعاية تحفيظ القرآن الكريم لأبناء المسلمين في الخارج، لعبد الله بن علي بصفر (ص 1/9) عناية المملكة العربية السعودية بطبع القرآن الكريم وتسجيل تلاوته، لمحمد سالم بن شديد العوفي(ص 1/14). أعلام المكيين، لعبد الله المعلمي (1/ 327)، إمتاع الفضلاء بتراجم القراء، لألياس البرماوي (2/21 ).