نشأته وبداية طلب العلم:
هو إسحاق بن عقيل بن هاشم بن محمد بن علي بن هاشم بن علي بن الحسين بن علي بن عبد العزيز بن محمد بن عبدالله بن سعيد بن أحمد بن داود بن عباد بن علي بن عزوز.
ولد رحمه الله بمكة المكرمة في شهر ربيع الأول عام 1330هـ، ونشأ في محلة الفلق بمكة في أسرة بسيطة، إلا أن والده كان مهتما بتعليمه وتدريسه، فأنشأه على حب العلم وأهله، وغرس فيه الأخلاق الحميدة، والصفات الحسنة، وكانت والدته هي أخت الشيخ أحمد ناضرين.
بدأ رحمه الله منذ الصغر بحفظ القرآن الكريم، ثم ألحقه والده بمدرسة الفلاح بالقشاشية عام 1336هـ، وكان معروفا بالجد والاجتهاد والنشاط، كما كان حريصا على طلب العلم، وبذلك كان متفوقا على أقرانه وزملائه، وقد تخرج فيها عام 1347هـ، كما أخذ عن علماء المسجد الحرام ومن القادمين إليه، فتحصل في صغر سنه على علم كثير، وذلك مع حرصه واجتهاده وتتبعه العلماء للأخذ عنهم، والصبر على العلم وطلبه.
رحلته إلى الهند لطلب العلم ثم عودته لمكة:
وفي رجب من عام 1348هـ بعثت مدرسة الفلاح بعثة إلى بومباي الهند مكونة من عشرين خريجا من مدرسة الفلاح بمكة المكرمة وجدة، وكان الشيخ إسحاق من ضمنهم، فأكمل هناك دراسته الدينية العالية، ودرس العلوم الشرعية على علماء أجلاء، وكان ذلك على نفقة الشيخ محمد علي زينل، ثم بعد أن نهل من العلم، ودرس على كبار العلماء عاد إلى مكة المكرمة عام 1352هـ وفي هذه الرحلة تكونت شخصية الشيخ العلمية والفكرية، وفيها نبغ رحمه الله في العلم وأخذ منه حظا وافرا.
مشايخه:
درس الشيخ طيلة هذه المدة على مشايخ أجلاء من مشايخ وعلماء الحرم، ومن علماء العالم الإسلامي في الهند، ومن أبرز شيوخه:
- خاله الشيخ أحمد ناضرين.
- والشيخ عبد الله حمدوه.
- والشيخ عبيد الله بن الإسلام السندي.
- والشيخ عمر باجنيد.
- والشيخ عمر حمدان المحرسي.
- والشيخ محمد أمين سويد الدمشقين.
- والشيخ محمد العربي التباني.
- والشيخ سالم شفي.
- والشيخ سليمان غزاوي.
- أما في بومباي فقد درس على الشيخ أمين السويدي.
- والشيخ محمود عطار.
- والشيخ عمر السالك.
- والشيخ أمير الحسن.
- والشيخ فضل الله وغيرهم.
وقد زامله أثناء دراسته الشيخ محمد نور سيف، والسيد علوي المالكي، والشيخ عبدالله الساسي، وغيرهم.
أعماله:
- بعد أن تخرج رحمه الله من مدرسة الفلاح عين فيها مدرسا من بداية عام 1348هـ ولمدة ستة أشهر فقط، حيث سافر بعدها إلى بومباي الهند ليكمل تعليمه، ثم بعد رجوعه من الهند عاد مرة أخرى إلى مدرسة الفلاح فدرس فيها من عام 1352هـ حتى عام 1355هـ.
- وفي هذ العام عين مفتشا بمديرية المعارف.
- ثم في العام الذي يليه -أي عام 1356هـ- عيّن رحمه الله مديرا لمدرسة تحضير البعثات وبقي فيها حتى عام 1359هـ.
- ثم عاد مرة أخرى إلى مدرسة الفلاح وبقي فيها حتى عام 1362هـ.
- وفي ذلك العام صار مديرا لمدرسة الفلاح وبقي في إدارتها حتى عام 1372هـ.
- وفي هذا العام اختير رحمه الله عضوًا لمجلس الشورى حتى عام 1375هـ.
- وفي عام 1378هـ عيّن وكيلا لنائب رئيس مدارس الفلاح ومشرفاً على المدارس بمكة المكرمة وجدة وبقي في هذا المنصب حتى وفاته.
- كما عيّن وكيلا لإمارة منطقة مكة المكرمة عام 1380هـ إلا أنه استقال من هذا المنصب بداية عام 1381هـ.
له أفضال كبيرة على مدارس الفلاح منها أنه ساهم في بناء مدرسة الفلاح بالشبيكة، وبناء مدرسة الفلاح بساحة إسلام بمكة المكرمة، وقد سعى جاهدا إلى الرقي بمدرسة الفلاح، والوصول بها إلى مصاف مدارس عالية المستوى، وقد كان لمدارس الفلاح مناهج دراسية خاصة، إلا أن الشيخ رحمه الله سعى جاهدا إلى التوفيق بينها وبين مناهج الدراسة في المملكة العربية السعودية وفق الأنظمة الموضوعة لذلك، كما سعى رحمه الله إلى إدخال مواد جديدة كانت مطلوبة للابتعاث خارج المملكة العربية السعودية ولم تكن تدرسها مدارس الفلاح، فعدل المناهج ووضع مواد جيدة، رغم صعوبة التغيير في كل فروع المدارس وتقبل ذلك، والبدء بالتغيير بين كل الصفوف، إلا أن الطلاب ذاقوا حلاوة هذا التغيير بالابتعاث خارج المملكة العربية السعودية لمواصلة المسيرة التعليمية.
تدريسه بالمسجد الحرام.
إضافة إلى أعمال الشيخ الكثيرة وتدريسه فترة طويلة في مدارس الفلاح كان الشيخ يعقد حلقة تدريس في الحرم المكي الشريف، وكانت دروسه سهلة ميسرة، كما كان علاقته بطلابه علاقة حب وود وتوجيه وإرشاد، وكان كذلك في تدريسه في المسجد الحرام، أو في دروسه التي كان يعقدها في بيته بالفلق وأم الجود، كما كان هذا دأبه مع طلابه في مدارس الفلاح.
وكان رحمه الله رحب الصدر، يراعي حدود الطلاب، ويقدر إمكانياتهم، وكان يعاملهم بالحب والتقدير لا بالشدة والعنف، وكان لا يكتفي بالتدريس فقط بل كان يدرب طلابه على التدريس والإلقاء وحسن التحضير، كما كان يستغل الحفل الأسبوعي للطلاب ويجعله مثل ندوة ثقافية مفتوحة يتمرن فيها الطلاب على الارتجال، والمناظرات، والتمثيل، وكل ذلك كان ينمي المواهب لدى طلابه، وله طلاب كثيرون من شتى البقاع.
تلاميذه:
وقد تخرج على يديه من تولى مناصب قضائية وإدارية عالية، فمن طلابه:
- الشيخ إبراهيم زاهد.
- والشيخ عبدالرحمن مرزوقي.
- والشيخ عبدالجبار
- ومحمد فدا.
- والأستاذ عبدالله ميعي.
- ومحسن باروم وغيرهم.
وقدكان الناس يجتمعون في بيته ويتدراسون ويتباحثون، يقول الدكتور ياسين صالح أندرقيري: " كنا نجتمع في دار الرجل العالم السيد إسحاق عقيل عزوز، أحد علماء مكة ومدير مدارس الفلاح، والأب الروحي لخريجي الفلاح من ذلك الجيل (جيل الرواد) والدكتور محمد عبده يماني والشيخ صالح كامل والسيد أمين عطاس وكلهم مقيمون في مكة، وأما أنا فكنت مقيماً في الرياض، فكنا نجتمع لحل بعض القضايا والأمور الخيرية، ومن هذه الأمور جمع الديات، ومنها دية امرأة دهست في منى أيام الحج حيث كانت من المفترشين واحتاج الأمر لتقديم الدية والإفراج عن السائق وهو طالب في الجامعة كان يساعد والده".( )
كان رحمه الله متواضعا، حسن الخلق، رقيقا سهلا مع الناس، فأحبوه وقبلوا منه، كما كان واسع الاطلاع، ملازما للمسجد، زاهدا في الدنيا، عرف عنه التقوى والصلاح والزهد ورحابة الصدر، كما أنه طلق المحيا، باسم الوجه دائما، طيب العشرة، وكان ذا عقل راجح، يستشيره الناس، شجاعا في قول الحق.
وفاته:
توفي رحمه الله تعالى في يوم الاثنين الثامن من شهر ربيع الأول عام 1415هـ، ودفن بالبقيع في المدينة المنورة.
مؤلفاته:
للشيخ عدد من المؤلفات، منها:
- مؤلفات مدرسية شارك فيها مع الشيخ إبراهيم النوري، وتتضمن الهجاء لأطفال السنة الأولى.
- ومقرر السيرة النبوية لتلاميذ السنة الثالثة.
- والمطالعة العربية لبعض الصفوف الأخرى وغيرها من المقررات، أما كتبه الأخرى فمجموعة في كتاب اسمه: "الرسائل في تحقيق المسائل".
مصادر ترجمته:
1/ إتمام الأعلام ذيل لكتاب الأعلام لخير الدين الزركلي، لنزار أباظة ومحمد رياض المالح. بيروت، دار صادر، الطبعة الأولى 1999م. (40)
2/ تتمة الأعلام للزركلي، لمحمد خير رمضان، دار ابن حزم، الطبعة الثانية 1422هـ. (1/ 68)
3/ معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002م لكامل سلمان الجبوري، دار الكتب العلمية- بيروت، الطبعة الأولى 1424هـ (1/ 334)
4/ معجم المؤلفين المعاصرين في آثارهم المخطوطة والمفقودة وما طبع منها او حقق بعد وفاتهم لمحمد خير رمضان يوسف. مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية السلسة الثالثة (55) 1425هـ (أ /102)
5/ نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر وبذيله عقد الجوهر في علماء الربع الأول من القرن الخامس عشر ليوسف المرعشلي، دار المعرفة، الطبعة الأولى 1427هـ . (1753)
6/ مجلة الفيصل عدد215 جمادى الأولى 1415هـ (14-15)
7/ مقال في الندوة بعنوان: إسحاق عزوز ترك بصمات واضحة في مدارس الفلاح بمكة 14 - 08 – 2010
http://www.sauress.com/alnadwah/82791
8/ مقال للدكتور ياسين صالح أندرقيري في جريدة الرياض
الأحد 10 شعبان 1435 هـ - 8 يونيو 2014م - العدد 16785
http://www.alriyadh.com/942334
9/ شبكة تراثيات الثقافة
http://toratheyat.com/t-2616.html
10/ ترجمة الشيخ:
http://minhajcanal.blogspot.com/2015/08/blog-post_6.html
11/ أهل الحجاز بعبقهم التاريخي لحسن عبدالحي قزاز. طبعت بمطابع مؤسسة المدينة للصحافة (دار العلم) بجدة، الطبعة الأولى 1415هـ. (202)
12/ الجواهر الحسان، في تراجم الفضلاء والأعيان، من أساتذة وخلان. لزكريا بيلا. مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، دراسة وتحقيق: عبدالوهاب أبو سليمان، محمد بن إبراهيم. 1427هـ. (2/ 469-470)
13/ رجال من مكة المكرمة لزهير محمد كتبي. الطبعة الأولى 1410هـ. (3/ 130-142)