نشأ في الجزائر، وبدأ في تلقي العلم فيها في كتاب قريته، فحفظ القرآن مبكرا وعمره اثنا عشر عاما، كما حفظ مجموعة من المتون العلمية في الفرائض والقراءات والنحو والفقه، مثل الآجرومية والعشماوية والجزرية، وكان قوي الذاكرة، حريصا على العلم، عرض هذه المتون على جماعة من أهل العلم منهم الشيخ القاضي عبد الله بن القاضي الزواوي، وبدأ يتلقى عنهم مبادئ العقائد والفقه والنحو.
بعد بلوغه سن الرشد رحل إلى تونس والتقى بعلماء جامع الزيتونة، وأخذ عنهم النحو والصرف والتجويد أداء وقراءة، ثم رحل إلى المدينة المنورة قبل الحرب العالمية فالتقى بمشايخ أجلاء، منهم الحافظ أحمد بن محمد خيرات الشنقيطي، وقد لازمه وقرأ عليه كثيرا في الفقه المالكي والسيرة وأشعار الصحابة وديوان النابغة والمعلقات السبع وسنن أبي داود، كما لازم دروس الشيخ حمدان الشنقيطي، فقرأ عليه في التفسير والنحو والمنطق وفي علم المعاني والبيان، ومن مشايخه الشيخ عبد العزيز الوزير التونسي، قرأ عليه قسطا من موطأ مالك، ثم رحل إلى دمشق وبقي فيها حتى عام 1336ه حيث رحل إلى مكة واستقر فيها، ودرس على أيدي علماء مكة والوافدين إليها من أقطار العالم، ولازم حلقات العلم بالمسجد الحرام، فحضر دروس الشيخ عبد الرحمن دهان وقرأ عليه شرح إيساغوجي في المنطق للأنصاري، كما قرأ على مشتاق أحمد الهندي.
استمر رحمه الله يطلب العلم، وقد عين مدرسا في مدرسة الفلاح بمكة عام 1338ه، كما اختير رحمه الله مدرسا بمدرسة المطوفين عام 1347ه، وكان يدرس بالمسجد الحرام، منذ توليه التدريس في مدرسة الفلاح وحتى قبيل وفاته، وكانت دروسه بباب الزيادة ثم بحصوة باب العمرة، كان يدرس خمس ليال في الأسبوع ثم اقتصر على ليلتي الثلاثاء والجمعة، وكانت دروسه متنوعة في الفقه والتفسير والحديث والبلاغة والتاريخ الإسلامي، وختم كتبا كثيرة من أهمها: الصحيحان وموطأ الإمام مالك وسيرة ابن هشام وعقود الجمان وتفسير ابن كثير وتفسير البيضاوي وتفسير النسفي والإحكام في أصول الفقه للآمدي، وغيرها من الكتب، وكان لا يضجر من الطلاب، ويعطيهم فرصة كبيرة لطرح أسئلتهم، ويجيب عنها بهدوء ووقار، ويحضر دروسه جمّ غفير، ومن طلابه من بلغ شأوًا من العلم والمكانة، منهم الشيخ محمد أمين كتبي، والشيخ محمد نور سيف، والشيخ علوي المالكي.
لم ينقطع الشيخ عن التدريس سواء في المسجد الحرام، أو في منزله، وكان قد فتح منزله لكبار طلابه يوميا من الضحى إلى الظهر، يدرسهم شتى الفنون.
توفي رحمه الله عام 1390ه بمكة المكرمة، وصلي عليه في المسجد الحرام ودفن بالمعلاة.
له عدد من المؤلفات:
1. إتحاف ذوي النجابة بما في القرآن والسنة من فضائل الصحابة. المكتبة المكية، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1422ه.
2. اعتقاد أهل الإيمان بنزول المسيح آخر الزمان.
3. خلاصة الكلام فيما هو المراد بالمسجد الحرام.
4. إسعاف المسلمين والمسلمات بجواز القراءة ووصول ثوابها للأموات. وهذه الثلاث طبعت في كتاب واحد باسم مجموع ثلاث رسائل، طبعت بمطبعة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة الأولى 1369ه.
5. تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعليقات الكوثري. طبعت بمطبعة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة الأولى 1367ه.
6. تحذير العبقري على كتاب المحاضرات للخضري. دار الكتب العلمية، الطبعة الاولى 1374 هـ.
7. محادثة أهل الأدب بأخبار وأنساب جاهلية العرب. مطبعة حجازي بالقاهرة، الطبعة الأولى 1370ه.
8. نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان. مطبعة المدني، الطبعة الثانية 1386ه.
9. براءة الأبرار ونصيحة الأخبار من خطل الأغمار.
10. مختصر تاريخ دولة بني عثمان.
11. إدراك الغاية من تعقيب ابن كثير في البداية.
12. براءة الأشعريين من عقائد المخالفين، طبعه باسم أبي حامد بن مرزوق.
مصادر ترجمته:
1- أعلام المكيين لعبدالله بن عبدالرحمن المعلمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1421هـ. (674).
2- الدور التربوي لحلقات العلم بالمسجد الحرام في عهد الملك عبدالعزيز. لحسن بن محمد شعيب، 1428ه (242-245).
3- نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر وبذيله عقد الجوهر في علماء الربع الأول من القرن الخامس عشر ليوسف المرعشلي، دار المعرفة، الطبعة الأولى 1427هـ . (1344).
4- بلوغ الأماني في التعريف بشيوخ وأسانيد مسند العصر الشيخ محمد ياسين الفاداني، لمحمد مختار الدين الفلمباني، دار قتيبة، الطبعة الأولى 1408ه.
5- الجواهر الحسان، في تراجم الفضلاء والأعيان، من أساتذة وخلان. لزكريا بيلا. مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، دراسة وتحقيق: عبدالوهاب أبو سليمان، محمد بن إبراهيم. 1427ه. (2/646-647).
ترجمة خاصة لموقع علماء مكة من إعداد إبراهيم محمد