كان والده معلمه الأول، فبدأ دراسته عليه وحفظ القرآن وعددا من المتون، كما أخذ عن عدد من العلماء من أبرزهم: الشيخ عبد الحق مؤسس المدرسة الفخرية، وقد درس سنواته الأولى في هذه المدرسة، ومن مشايخه الشيخ عابد مفتي المالكية، وقد أخذ على أيدي العلماء حظا وافرا من العلم، وكان معروفا بالجد والاجتهاد والحرص على العلم، فأجيز بالتدريس بعد أن حصل على الشهادة، إلا أنه أراد الاستزادة من العلم، ولم يكتف بما حصله في سنواته الأولى وفي منطقته، فسافر إلى مصر والتحق بالأزهر الشريف، ودرس هناك على كبار علماء الأزهر وغيره آنذاك، ومن أبرزهم الشيخ محمد عبده، والشيخ بخيت المطيعي، والشيخ الشربيني، وغيرهم ممن أخذ عنهم علوم اللغة والشريعة والأدب، كما أخذ علم الهيئة والتوقيت عن الشيخ زايد وهو صاحب كتاب المطلع السعيد، وبعد فترة من دراسته في الأزهر نال الشهادة العالية، فعاد إلى مكة المكرمة وواصل طلبه للعلم.
عين في عهد الشريف حسين عضوًا بمديرية المعارف بمكة، وفي العهد السعودي تولى رئاسة مشايخ جاوه، وكان مهتما بهم كثيرا ويترجم إلى لغتهم بعض الكتب، كما كان في عهد الملك عبدالعزيز عضوا في المجلس البلدي ثم عضوا في مجلس الشورى إضافة إلى عضويته في المجلس الاستشاري، كما كان عضوا في مجلس مكة المكرمة المحلي، ثم عين عضوا بمديرية المعارف العامة تحت رئاسة الشيخ صالح شطا، ثم عين قاضيًا بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة، وكان من آخر وظائفه رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كان الشيخ رحمه الله بعد أن أخذ الشهادة العليا ودرس على العلماء وأخذ عنهم قد بدأ بالتدريس في المسجد الحرام، وبقي يدرس فيه حتى وفاته رحمه الله، وكانت حلقته في دكة باب الزيادة، وكان الطلاب يقصدونه من كل صوب، خاصة وأنه كان مهتما بالعقيدة السلفية، وكان حريصا على إفادة الناس، وتميزت دروسه بالبساطة، والهدوء في تقرير الدرس حتى يستوعبه الجميع، كما كان بالغ الاهتمام بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله، وكان له درس إضافي في منزله يقصده الطلاب خاصة من الجاوه، كما كان رحمه الله يقوم بتدريس المطوفين مناسك الحج.
أصيب رحمه الله بمرض الفالج، توفي على إثره في عام 1363 هـ بمكة عن عمر يناهز ثلاث وسبعين سنة رحمه الله تعالى.
كان رحمه الله مهتما بإفادة الناس خاصة غير الناطقين بالعربية، فحرص أشد الحرص على ترجمة بعض الكتب إلى الملاوية، وكان الطلاب الجاوه خصوصا يستفيدون منه فائدة عظيمة، ومن كتبه :
1- ترجمة كتاب ( الهدية السنية في العقيدة السلفية ) للشيخ سليمان بن سحمان إلى اللغة الملايوية
2- ترجمة كتاب ( سلم المبتدي في معرفة طريق المهتدي ) في الفقه الشافعي إلى اللغة الملايوية .
3- شرح السلم والكتاب ألفه جده الشيخ داود فطاني بعنوان ( سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي ) ألفه عام 1330هـ .
4- التحف المرضية ألفه عام 1351هـ.
5- نداء عام من علماء بلد الله الحرام في معتقد أهل الإسلام، دار الوطن.
مصادر ترجمته:
1- أعلام المكيين لعبدالله بن عبدالرحمن المعلمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، الطبعة الأولى 1421هـ. (2/729-730)
2- جهود بعض علماء البلد الحرام في تقرير العقيدة السلفية في القرن الرابع عشر لعبد المحسن بن ردة الحربي. (380-382)
3- سير وتراجم لعمر عبدالجبار، دار تهامة، الطبعة الثالثة 1403هـ (269-272).
4- سيرة ومناقب العالم الجليل فضلية الشيخ محمد نور فطاني يرحمه الله لابنه محمد بن محمد نور فطاني
5- أهل الحجاز بعبقهم التاريخي لحسن عبد الحي قزاز 293 دار العلم ط1 1415ه.
6- مجلس الشورى بين الماضي والحاضر لعلي بن محمد آل مشبب.
7- مسيرة الشورى في المملكة العربية السعودية د/ عبد الرحمن بن علي الزهراني.
8- المختصر من كتاب نشر النور والزهر لعبدالله مرداد أبو الخير، اختصار محمد العامودي وأحمد علي، عالم المعرفة، الطبعة الثانية 1406هـ (474)
9- مدونة أحفاد المترجم له تحت عنوان آل فطاني http://alfatani.blogspot.com/2011/02/1290-1363-29-07-1431-0247-13.html
10- نظم الدرر عبدالله غازي 214
ترجمة خاصة لموقع علماء مكة من إعداد إبراهيم محمد