وأخذ عن كثير من علماء مكة والمدينة المنورة والقادمين من الآفاق ومن مشايخه الشيخ عبد الرحمن سراج، والشيخ أحمد أبو الخير مرداد، والشيخ محمد حسب الله، والسيد حسين الحبشي، والشيخ محمد الأنصاري، والشيخ عبد الحق الإله أبادي، والشيخ صالح بن عبد الله السناري، والسيد محمد بن جعفر الكتاني، والسيد عبد الحي الكتاني وغيرهم، فأجازه كثير من الشيوخ وأذنوا له بالتدريس؛ فتصدّر للتدريس بالمسجد الحرام في العشرينات الهجرية في فترة الحكم العثماني، وفي الحكم الهاشمي أيضاً، وفي العهد السعودي كان من أوائل مدرسي المسجد الحرام الذين عيّنهم الملك عبد العزيز عام 1347هـ ، وقد استمر به حتى وفاته تقريباً، وكانت حلقة درسه في المسجد الحرام عند باب المحكمة الشرعية إذ كان يدرس صحيح البخاري بعد صلاة العصر، ومن الكتب التي درّسها أيضاً بالمسجد الحرام : سنن الدارمي ، تفسير البغوي ، تفسير الشوكاني.
وكان يدرّس في خلوته برباط الداودية، وكانت دروسه في الحديث والتفسير ومصطلح الحديث، ومع تدريسه في الحرم كان قد عُيِّن أميناً للفتوى فترةً من الزمن في عهد أمير مكة المكرمة الشريف عون الرفيق واختير مدرّساً بمدرسة المطوّفين في المسجد الحرام عام 1347هـ.
قام برحلات علمية إلى بلاد الهند والأفغان ودخل مصر في أوائل صفر سنة 1333هـ واجتمع بعلمائها، وعكف على مطالعة مخطوطات الجامع الأزهر ودار الكتب، ونسخ عشرات من الأثبات والمشيخات والمعاجم والمسلسلات وكتب الطباق ، والتي زخرت بها مكتبته التي أوقفها وجعلها تحت نظارة عبد الوهاب الدهلوي وآلت أخيرًا إلى قسم المخطوطات في مكتبة الحرم المكي، وقد كان معتنياً بجمع تراجم مشايخه وأقرانهم ومشايخهم حتى تحصّل له الشيء الكثير ، فلم يترك شيخاً من مشايخه إلا وترجم له في مصنفاته ، فكانت كتبه فيها مرجعاً لكل باحث.
أخذ عنه عدد من طلاب العلم منهم: الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الصنيع، مدير مكتبة الحرم المكي الشريف آنذك، والشيخ عمر عبد الجبار، والشيخ زكريا بيلا، المدرس بالمسجد الحرام، والشيخ حسن المشاط، وغيرهم، عرف بغزارة العلم وسعة الاطلاع في الحديث ومصطلحه والأسانيد والمسلسلات في التاريخ والطبقات، وله مؤلفات خطية تشهد له بغزارة علمه وسعة اطلاعه في فنون العلوم.
توفي بمكة المكرمة في الحادي عشر من شهر رجب لعام 1355هـ ودفن بالمعلاة .
مؤلفاته:
1- عذب المواريد في برنامج كتب الأسانيد .
2- ما قاله الأساطين في أوقاف الأمراء والسلاطين .
3- مقدمة في النسب .
4- النجمة الزاهرة في أفاضل المئة العاشرة .
5- رفع الأستار المسدلة في ذكر بعض الأحاديث المسلسلة .
6- أزهار البستان في طبقات الأعيان .
7- بغية الأديب الفاضل الماهر في رسم إجازة أحمد محمد شاكر .
8- سرد النقول في تراجم الفحول .
9- فيض الملك المغيث في مسلسلات درر الحديث .
10- تحفة الأحباب في بيان اتصال الأنساب .
11- فيض الملك المتعالي بأنباء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي، مطبوع في ثلاث مجلدات بتحقيق الشيخ عبدالملك بن دهيش، مكتبة الأسدي، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، عام 1429هـ.
12- الإنصاف في حكم الاعتكاف.
13- المورد الهني في أسانيد الشيخ عبد الغني .
14- نثر المآثر فيمن أدركت من الأكابر .
15- التحقيق المصون في علم الغيب بما كان ويكون .
16- ترجمة محمد أبي النصر .
17- بهجة النفوس في مناقب السيد عبد الله العيدروس با فقيه .
18- السلسال الرحيق الأصفى في تخريج أحاديث النبي المصطفى .
19- جواهر في اصطلاح علم الأصول .
20- إيقاظ الغفلان وسلوة الإخوان في قراءة المواعظ في رجب وشعبان ورمضان .
21- نور الأمة بتخريج أحاديث كشف الغمة .
22- السلسلة الذهبية في الشجرة الحجبية الشيبية .
23- نزهة الأنظار والفكر .
24- طبقات المذاهب الأربعة .
25- الوصية ( وصيته ) .
26- طبقات القراء .
27- طبقات الأدباء .
28- رسالة في أفعال العباد .
29- الآيات العظيمة الباهرة في معراج سيد الدنيا والآخرة .
30- عشرون خطبة لسنة كاملة مع خطبة العيدين .
31- تكميل وتذييل فيما يتعلق بأمراء مكة ( طبع ملحقاً بكتاب شفاء الغرام للفاسي ) .
32- رسالة بعنوان : شمس الضحى في إعفاء اللحى .
33- معجم شيوخ الدهلوي .
34- ذيل حصر الشارد من أسانيد محمد عابد .
35- إجازة ابن بليهد ( أجاز بها الشيخ عبد الله بن بليهد ) .
وعامة مؤلفات الشيخ لاتزال مخطوطة، ومكتبته كما ذكر آنفًا موجودة ضمن قسم المخطوطات في مكتبة الحرم.
مصادر الترجمة
مختصر نشر النور والزهر، لعبد الله مرداد أبو الخير(ص127)، نثر الدرر بتذييل نظم الدرر، لعبد الله بن محمد غازي(ص4)، الأعلام، للزركلي(3/354)، فيض الملك المتعالي، لعبد الستار الدهلوي ( المقدمة) ترجم لنفسه، قرة العين، للفاداني(2/213)، تشنيف الأسماع، لمحمود سعيد أبو سليمان(ص303) الجواهر الحسان لزكريا بيلا(1/324)، معجم الكتاب والمؤلفين(1/58)، أعلام المكيين، لعبد الله المعلمي(1/438)، نشر الرياحين، لعاتق البلادي(ص1341)، موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين، لأحمد سعيد سلم(1/365) مكة المكرمة، لإبراهيم أحمد الكيفي(ص258).